عاجل

توقعات إيجابية طويلة الأجل تدعم عقود الذهب المستقبلية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عقود الذهب (ديسمبر 2025) تتراجع طفيفا لكنها تتمسك بمستوى 4,000 دولار محللون: التراجع الحالي تصحيح محدود.. والتداول فوق 4,000 دولار يعزز الاتجاه الصاعد طويل الأمد

تراجعت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر 2025 بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، لكنها نجحت في الحفاظ على تداولاتها فوق المستوى النفسي الحاسم عند 4,000 دولار للأونصة، في إشارة إلى استمرار الزخم الصاعد وثقة المستثمرين في المعدن النفيس كملاذ آمن على المدى الطويل.

وسجل عقد الذهب لشهر ديسمبر 2025 في بورصة نيويورك سعر تسوية بلغ 4,003.70 دولار للأونصة، بانخفاض قدره 16 دولارا أو ما يعادل 0.40%، مقارنة بجلسة الإغلاق السابقة.

ويقترب هذا السعر من أعلى مستوى سجله المعدن خلال الاثني عشر شهرا الماضية عند 4,398.00 دولار، فيما يبتعد كثيرا عن أدنى مستوى خلال الفترة نفسها البالغ 2,541.50 دولار، ما يعكس مدى الصعود القوي الذي شهده الذهب خلال العامين الأخيرين.

وخلال جلسة اليوم، تحركت العقود الآجلة ضمن نطاق ضيق نسبيا تراوح بين 3,987.99 دولار و4,033.96 دولار، في تداولات اتسمت بالحذر وسط عمليات جني أرباح محدودة بعد مكاسب قوية في الأسابيع الأخيرة.

ويرى محللون أن الانخفاض الطفيف لا يمثل تحولا في الاتجاه، بل يعد "تصحيحا فنيا طبيعيا" بعد موجة صعود استثنائية رفعت الأسعار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

ويؤكد خبراء في أسواق السلع أن استمرار عقود الذهب الآجلة في التماسك فوق حاجز 4,000 دولار يعكس تسعيرا استباقيا لتوقعات التضخم العالمي ومخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال خبير الأسواق العالمية "مايكل ريد" في تصريحات لوكالات مالية إن "تداول عقود ديسمبر 2025 فوق مستوى 4,000 دولار يوضح أن المستثمرين الكبار وصناديق التحوط يراهنون على بقاء الذهب في مسار صاعد طويل الأمد"، مشيرا إلى أن هذه المستويات تعكس توقعات بتراجع الدولار الأمريكي أو بقاء أسعار الفائدة الحقيقية في نطاق منخفض لفترة أطول مما هو متوقع.


من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي "جيمس لوكاس" أن ارتفاع العقود الآجلة طويلة الأجل لا يعكس فقط الطلب الحالي على الذهب، بل أيضا "رؤية السوق المستقبلية للمخاطر التضخمية والمالية"، مضيفا: "كلما ارتفعت الأسعار الآجلة مقارنة بالفورية، زاد احتمال أن المستثمرين يستعدون لمرحلة من اضطراب العملات والسياسات النقدية".

وبحسب متابعين، فإن المستوى الحالي البالغ 4,000 دولار يمثل نقطة دعم نفسية وفنية محورية، طالما حافظت العقود على التداول فوقها فإن الاتجاه الصاعد سيبقى قائما. أما في حال كسرها نزولا، فقد يشهد السوق تصحيحا محدودا باتجاه منطقة 3,950 دولارا، دون أن يعني ذلك تغيرا في الاتجاه العام الذي ما زال إيجابيا.

وفي المقابل، يرى محللون فنيون أن الهدف التالي في حال استئناف الصعود سيكون إعادة اختبار القمة التاريخية عند 4,398 دولارا للأونصة، مشيرين إلى أن تجاوز هذا المستوى قد يفتح المجال أمام موجة ارتفاع جديدة بدعم من تدفقات استثمارية ضخمة إلى الصناديق المدعومة بالذهب.

وتشير بيانات التداول إلى أن الاهتمام بالعقود الآجلة طويلة الأجل ارتفع بشكل واضح منذ مطلع الربع الرابع من العام الحالي، مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والجيوسياسي في مناطق عدة، ما يعزز الطلب على الذهب كأصل للتحوط وحفظ القيمة.

في المقابل، يراقب المستثمرون عن كثب التطورات المرتبطة بقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إذ من المتوقع أن يؤدي أي خفض للفائدة في عام 2026 إلى زيادة جاذبية الذهب وتقوية الاتجاه الصاعد، بينما قد يحد استمرار التشدد النقدي مؤقتا من وتيرة الصعود دون أن يغير المسار العام.

ويؤكد محللون أن المرحلة الحالية تمثل فترة إعادة تموضع للمستثمرين، حيث يعيدون توزيع محافظهم بين الأصول الخطرة والآمنة استعدادا للتقلبات المقبلة في أسواق العملات والطاقة.

وبينما تستمر أسعار الذهب في التحرك ضمن نطاق مستقر نسبيا، فإن بقاء عقود ديسمبر 2025 عند مستويات تفوق 4,000 دولار يعزز القناعة بأن المعدن الأصفر لا يزال يحتفظ بمكانته كأحد أهم أدوات التحوط في عالم يزداد اضطرابا اقتصاديا وجيوسياسيا.

0 تعليق