3 سيناريوهات ترسم مستقبل وقف إطلاق النار في غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

غزة- يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلة "رمادية" لم تتضح معالمها، بعد تنصل الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى بفتح معبر رفح أمام حركة المسافرين، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتعرقل إسرائيل الدخول في تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنص على استكمال انسحابها من قطاع غزة وتسليم إدارته للجنة مكونة من شخصيات فلسطينية مستقلة "تكنوقراط"، وتربط ذلك باستكمال تسليم جميع جثامين الجنود الأسرى لدى فصائل المقاومة بغزة، والتي تواجه صعوبة في انتشالها.

الأحزمة النارية التي نفذها الاحتلال بغزة وخاصة في خان يونس
جيش الاحتلال نفذ 52 عملية قصف واستهداف بعد اتفاق وقف النار (الجزيرة)

تواصل الخروقات

رصدت الجهات الحكومية في غزة أكثر من 114 خرقا منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مما أسفر عن استشهاد 109 مدنيا، وإصابة 324 آخرين.

ويقول إسماعيل الثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة -للجزيرة نت- إن جيش الاحتلال نفذ منذ ذلك الوقت 51 عملية إطلاق نار استهدفت المدنيين بشكل مباشر، و9 عمليات توغل لآلياته داخل الأحياء السكنية متجاوزا ما يُعرف بالخط الأصفر، إلى جانب 52 عملية قصف واستهداف، و3 عمليات نسف لمبانٍ مدنية، فضلا عن اعتقال 21 مواطنا في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وحمّل الثوابتة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التداعيات الإنسانية والأمنية لهذه الخروقات، مؤكدا أن استمرارها يُعد تهديدا واضحا بنسف روح الاتفاق وانتهاكا لالتزامات إسرائيل أمام المجتمع الدولي والدول الضامنة.

ودعا مدير المكتب الإعلامي الحكومي الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب والدول الضامنة والوسطاء إلى تحمّل مسؤولياتهم، وممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لإلزامها بوقف خروقاتها، والإسراع بفتح المعابر بشكل كامل ودائم، وتسهيل إدخال الغذاء والدواء ومواد الإيواء، لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع تفاقم الكارثة التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة.

مستقبل الاتفاق

وأمام هذه الحالة يرسم المشهد الميداني عدة سيناريوهات لمستقبل اتفاق وقف إطلاق النارفي غزة، حيث يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبو هين أن الاتفاق دخل اختبارا عمليا تتداخل فيه 3 مسارات:

إعلان

دفع أميركي موجه يتحدث عن تقليص "الخط الأصفر" وربطه بالأداء، مع أفكار "تسليم وظيفي مؤقت" وإدارة أمنية متعددة الأطراف. رؤية مصرية عربية تقدم الانسحاب والإغاثة والإعمار وعودة الشرعية الفلسطينية على ما عداها. تشدد إسرائيلي داخلي لفرض نزع سلاح حركة حماس مسبقا، وربط "اليوم التالي" بشروط أمنية قاسية.

وأوضح أبو هين -في حديث للجزيرة نت- أن مسار إدارة أزمة "طويلة" يتقدم على حساب "حسم حازم" ما لم يرفد الضغط السياسي والقانوني بأدوات رقابة دولية فعالة، وتوافق فلسطيني منظم على المرحلة المقبلة.

وفي استعراضه لتطورات المشهد، يرى أبو هين أن غزة دخلت مرحلة حرجة عقب اتفاق وقف إطلاق النار، تتميز بما يلي:

البنية الهشة للاتفاق: والذي كشفته جولة التصعيد الإسرائيلي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتظهر مدى صعوبة الانتقال إلى اتفاق أوسع. النفوذ الأميركي الكابح لإسرائيل: والذي يميل إلى الإغاثة والإعمار، وفي الوقت نفسه يتبنى فكرة تقسيم مؤقت للقطاع إلى مناطق، بعضها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي تُضخ فيها أموال الإعمار، وأخرى تُستبعد من الإعمار ما لم تُسلم أسلحة فصائل المقاومة. الحراك الفلسطيني ورهاناته: فبينما تركز حماس على ضرورة تنفيذ المرحلة الأولى كاملة، بما يشمل توسيع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود والمعدات الثقيلة للمساعدة في إزالة الركام وإصلاح البنى التحتية، تتبنى السلطة الفلسطينية خطابا يربط أي ترتيبات لاحقة لقطاع غزة بعودتها لإدارته. رؤية الوسطاء لليوم التالي: التي تضع الانسحاب الإسرائيلي والإغاثة والإعمار وعودة السلطة الفلسطينية في الصدارة، وتعتبر نزع سلاح المقاومة مشروطا فنيا لا ينبغي أن يعطّل المسار السياسي، وتبحث عن تشكيل قوة عربية إسلامية بحصانة أممية لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية، لكن ذلك يصطدم بسعي إسرائيل لفرض نزع السلاح، ورفض المؤسسات الأممية مثل "الأونروا" لضبط مسارات المساعدات والشرعية البديلة.

" frameborder="0">

سيناريوهات القطاع

من جهته، يرسم الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة -في حديث للجزيرة نت- 3 سيناريوهات للمشهد في قطاع غزة، الذي يتسم بتحوّل الصراع من بعده العسكري إلى صراع إرادات سياسية حول شكل "اليوم التالي" وذلك استنادا إلى تضارب الأجندات ودرجة هشاشة الهدنة.

السيناريو الأول: إدارة الأزمة والمماطلة، والذي يستمر فيه وقف إطلاق النار بشكل متقطع وهش، دون التوصل الفعلي لترتيبات سياسية أو إعادة إعمار شاملة، وتواصل فيه إسرائيل فرض واقع جديد ميدانيا، في وقت تسعى الولايات المتحدة لضبط الإيقاع الإنساني والإغاثي، مع بقاء الأوضاع الإنسانية قاسية، ودون أفق سياسي حقيقي. ويعمل هذا السيناريو على استمرار الوضع الإنساني المتدهور، وانقسام الموقف الفلسطيني، وارتفاع مخاطر الانفجار الداخلي، ويعتقد عفيفة أنه السيناريو الأكثر احتمالا في المدى القريب، ومرشح للاستمرار لعدة أشهر. السيناريو الثاني: فرض التقسيم المؤقت، بحيث تنجح الإدارة الأميركية في فرض ترتيبات "مناطق آمنة" وتوفير مظلة أممية عربية لإدارة الشؤون المدنية والأمنية مؤقتا، على أن يتم الإعمار دون حل سياسي شامل، ويرتبط بنزع السلاح فعليا. وأوضح عفيفة أن هذا السيناريو يكرس السيطرة الإسرائيلية الخفية، ويؤدي إلى تراجع النفوذ المصري والسياسي الفلسطيني، ويثبت أمرا واقعا يؤدي لاحقا إلى "تعويم الدولة" في غزة، لافتا إلى أن احتمال تحقق هذا السيناريو متوسط.

إعلان

السيناريو الثالث: الرهان الإقليمي الفلسطيني على دور الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك، وأن ينجحوا في الضغط على إسرائيل ودفعها إلى الانسحاب الكامل، وفتح مسار سياسي فلسطيني موحد، يربط الإعمار بإعادة السلطة الفلسطينية تدريجيا، وتفعيل مصالحة داخلية جادة، مما يحقق إنجازا سياسيا جزئيا، يسمح بإعادة ترتيب النظام السياسي الفلسطيني، وتوحيد الموقف الوطني. ولكن عفيفة يرى أن احتمالية هذا السيناريو منخفضة إلى متوسطة.

0 تعليق