أكد سفير هنغاريا في الأردن، بيتر ياكاب، التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع المملكة الأردنية الهاشمية، مع التركيز على تعزيز السلام والاستقرار، ودعم التجارة والاستثمار، وتوسيع التعاون في مجال التعليم.
وفي مقابلة خاصة مع قناة رؤيا، وصف السفير ياكاب الأردن بأنه "بلد يسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ويستضيف عددا كبيرا جدا من اللاجئين"، مشيرا إلى أن هذا الدور البناء "مهم جدا بالنسبة لنا".
منحة "ستيبنديوم هنغاريكوم" التعليمية
يعد التعليم ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية بين هنغاريا والأردن، إذ تقدم هنغاريا حاليا 400 منحة دراسية سنويا للطلبة الأردنيين تشمل جميع التخصصات، ضمن برنامج "ستيبنديوم هنغاريكوم" (Stipendium Hungaricum)، الذي وصفه السفير بأنه "مفيد للطرفين على حد سواء".
وتحدث السفير عن تجربة شخصية تعبر عن عمق الروابط التي تنشأ من خلال هذا التبادل التعليمي، قائلا: "جاءني بعض الأردنيين وقالوا لي: (نحن لا نحب هنغاريا، نحن نعشق هنغاريا، نحب هنغاريا)، وبطلاقة باللغة الهنغارية لأنهم خريجون من جامعاتنا... هؤلاء يحتفظون ببلدنا في قلوبهم."
وأضاف ياكاب أن هؤلاء الخريجين يشكلون "رصيدا كبيرا لنا"، فهم بمثابة "سفرائنا وأصدقاؤنا إلى الأبد"، مشيرا إلى أن تجربتهم التعليمية تمنحهم "رؤية دولية" و"بيئة منفتحة متعددة الثقافات".
وأكد السفير أن هنغاريا ستواصل هذا البرنامج وستحافظ عليه في المستقبل.
ويعد "ستيبنديوم هنغاريكوم" برنامج المنح الدراسية الأعلى مكانة لدى الحكومة الهنغارية، ويوفر مجموعة واسعة من التخصصات للطلبة الدوليين المتفوقين أكاديميا.
أطلق البرنامج عام 2013، وهو متاح في أكثر من 100 دولة عبر خمس قارات، ويجذب عشرات الآلاف من الطلبة الدوليين سنويا. ويقدم حوالي 900 برنامج دراسي متكامل في جميع المجالات الأكاديمية ولكافة الدرجات العلمية، بما في ذلك الدراسات الجزئية وبرامج الدكتوراه.
وتعد الأردن واحدة من أكبر الدول المستفيدة من هذا البرنامج.
دعم السلام والاستقرار الإقليمي
أكد السفير ياكاب على التقارب السياسي الوثيق بين البلدين، خصوصا بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها الملك عبدالله الثاني إلى هنغاريا، والتي التقى خلالها الرئيس تاماش شويوك، ورئيس الوزراء فيكتور أوربان، ورؤساء وأعضاء اللجان البرلمانية في البرلمان الهنغاري في العاصمة بودابست.
وعلق السفير على هذه اللقاءات التي وصفها رئيس الوزراء فيكتور أوربان بأنها كانت بين "قادة يسعون إلى السلام"، قائلا إن البلدين "يريدان السلام"، وإن "هنغاريا تعمل مع الأردن من أجل السلام".
وفيما يتعلق بالحرب على غزة، شدد السفير على الهدف المشترك بين الحكومتين، قائلا:
"الأهم الآن هو ضمان الوصول الإنساني (للمساعدات)، ثم العمل معا من أجل أفق سياسي يفضي إلى سلام دائم."
وأشاد السفير بجهود الحكومة الأردنية في استضافة اللاجئين، مؤكدا أن ذلك يشكل عبئا كبيرا على البلاد، لكنه أشار إلى أن الشعب الأردني "كريم جدا ومرحب بطبعه".
وتدعم هنغاريا هذه الجهود من خلال وكالة هنغاريا للمساعدات (Hungary Helps)، التي تمتلك مركزا إقليميا في عمان، وتقدم الدعم للاجئين والمجتمعات المحلية الأكثر ضعفا.
ويتجلى هذا الدعم بعدة أشكال، من بينها المساهمة في تجهيز سبع منشآت صحية يمكن للمجتمع المحلي أيضا الاستفادة منها، إضافة إلى دعم بناء الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية الجديدة في موقع معمودية السيد المسيح (بيت عنيا عبر الأردن)، والتي من شأنها أن تسهم في زيادة عدد الزوار المسيحيين إلى الموقع الديني المهم في الأردن.
التركيز على التجارة والاستثمار
شهدت حجم التجارة الثنائية بين الأردن وهنغاريا تضاعفا منذ عام 2010، إلا أن السفير يرى أن "هناك مجالا واسعا للتحسين".
وأشار إلى أن نتائج اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الأخير بين البلدين وضعت خطة واضحة لتعزيز العلاقات التجارية في المستقبل.
وحدد السفير القطاعات الرئيسة للتعاون والاستثمار المستقبلي على النحو التالي:
إدارة المياه والصرف الصحي: الاستفادة من خبرة هنغاريا في التعامل مع الفيضانات ومكافحة التصحر.
تكنولوجيا المعلومات والمجالات الحديثة: التوسع نحو تقنيات أكثر تطورا تتجاوز حدود التجارة الزراعية الحالية.
السياحة: الترويج للأردن كوجهة مستقرة وآمنة، لا سيما بعد استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين بودابست وعمان بمعدل أربع رحلات أسبوعيا.
كما أشار السفير إلى أن الاستقرار الإقليمي يؤثر بشكل مباشر في النمو الاقتصادي، موضحا أن إعادة فتح طرق التجارة البرية التقليدية من شأنها أن تساعد في تقليل تكاليف النقل، لأن "التجارة البحرية أكثر تكلفة بكثير من الطرق البرية التقليدية بين الأردن وأوروبا".
وفي ختام حديثه، قال السفير ياكاب: "هنغاريا والأردن يقفان جنبا إلى جنب — من أجل التعليم، والتنمية، وقبل كل شيء، من أجل السلام."

0 تعليق