ترمب يغلق الباب على حلم الولاية الثالثة ويقرّ: الدستور واضح.. هذا مؤسف - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الرئيس الأمريكي يقطع الشك باليقين ويؤكد استحالة الترشح مجددا.. وجونسون: تعديل الدستور غير عملي

قطع الرئيس الأمريكي ترمب الباب أمام التكهنات التي أحاطت بإمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثالثة بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في يناير 2029، مؤكدا أن الدستور الأمريكي يمنع ذلك بشكل واضح.

وفي تصريحات للصحفيين على متن طائرة "إير فورس وان" في طريقه إلى كوريا الجنوبية صباح اليوم الأربعاء، قال ترمب: "إذا قرأت الدستور، فالأمر واضح جدا.. لا يسمح لي بالترشح".

وأضاف معربا عن أسفه: "شعبيتي في أعلى مستوياتها بحسب استطلاعات الرأي، لكن كما تعلمون، بناء على ما قرأته، لا أعتقد أنه مسموح لي بالترشح، لذا سنرى ما سيحدث.. إنه لأمر مؤسف".

ويشكل هذا التصريح تحولا واضحا في موقف ترمب، الذي سبق وامتنع عن استبعاد فكرة الترشح مجددا بشكل قاطع.

فقد ظل الرئيس الأمريكي يلمح علنا منذ فوزه بفترة ولايته الثانية في نوفمبر الماضي إلى إمكانية تحدي القيد الدستوري المفروض على فترة ولاية ثالثة.

التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي ينص بوضوح على أن أي شخص لا يجوز أن ينتخب رئيسا للولايات المتحدة لأكثر من فترتين رئاسيتين، وهو ما يضع نهاية قانونية لأي محاولة ترشح لولاية ثالثة.

ومع ذلك، كان بعض حلفاء ترمب، بمن فيهم مستشاره السابق ستيف بانون، يطرحون نظريات قانونية تحاول الطعن في هذا القيد، بينما استخدم ترمب الفكرة بشكل متكرر في تجمعاته الانتخابية، في ما وصفه البعض بـ"الاستعراض السياسي".

وفي تعليق على الأمر، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون يوم أمس الثلاثاء إنه ناقش القضية مع ترمب، وأنهما توصلا إلى استنتاج واضح: لا يوجد مسار عملي لتعديل الدستور في الوقت المناسب للسماح بترشح الرئيس لفترة ثالثة.

وأوضح جونسون: "لقد كانت مسيرة عظيمة.. لكنني أعتقد أن الرئيس يعلم، وقد تحدثنا معا عن القيود التي يفرضها الدستور".


وأضاف أن عملية تعديل الدستور معقدة للغاية، وتتطلب موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس وتصديق ثلاثة أرباع الولايات، وهي عملية "قد تستغرق عقدا من الزمن".

وتشكل هذه التصريحات إشارة واضحة إلى أن مستقبل ترمب السياسي سيقتصر على دوره المؤثر داخل الحزب الجمهوري كزعيم ومرشد، بعيدا عن الترشح المباشر للرئاسة مرة أخرى.

وأشار ترمب خلال حديثه مؤخرا إلى بعض الشخصيات الجمهورية التي قد تمثل خيارا لانتخابات 2028، من بينهم نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، معتبرا أنه من المهم تقديم خيارات قوية للحزب.

ويأتي موقف ترمب بعد فترة طويلة من التكهنات التي شغلت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية حول إمكانية تحديه للتعديل الدستوري أو اللجوء إلى ثغرات قانونية، وهو ما اعتبره جونسون مجرد "استعراض سياسي" من جانب الرئيس، بهدف استفزاز خصومه الديمقراطيين وإثارة اهتمام الرأي العام دون أي خطط فعلية لتغيير القوانين.

ورغم أن التصريحات الحالية تغلق الباب أمام ترشح مباشر لفترة ثالثة، إلا أن الخبراء والمحللين السياسيين يشيرون إلى أن ترمب سيظل لاعبا رئيسيا على الساحة الأمريكية، مؤثرا في القرارات السياسية للحزب الجمهوري وتحديد استراتيجياته الانتخابية المستقبلية، من خلال حشد الدعم الشعبي وتوجيه الرسائل الانتخابية المبكرة.

ويعتبر هذا التحرك أيضا فرصة لترمب لتركيز الطاقة السياسية على تعزيز نفوذه داخل الحزب الجمهوري، وتهيئة قيادة جديدة تتماشى مع رؤيته السياسية، دون المخاطرة بالتصادم مع القيود الدستورية التي تمنعه قانونيا من الترشح مجددا.

في المجمل، يوضح موقف الرئيس الأمريكي الأخير أن الترشح لفترة ثالثة أصبح خارج نطاق الاحتمالات القانونية، وأن تركيزه القادم سينصب على التأثير السياسي الداخلي ضمن الحزب الجمهوري والتحضير للانتخابات الرئاسية لعام 2028 من خلال دعم مرشحين محتملين.

0 تعليق