بن غفير يهاجم نتنياهو: عاد لوقف إطلاق النار بدلاً من القضاء على حماس - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
وزير الأمن القومي للاحتلال ينتقد نتنياهو لعدم شن "حرب كاملة" تحقق هدف تدمير حماس كاتس:لن تكون هناك حصانة لأي شخص من قيادة تنظيم حماس

شن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، هجوما لاذعا على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهما إياه بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بدلا من استكمال العمليات العسكرية التي وصفها بأنها "حرب كاملة" تهدف إلى تدمير حركة حماس.

وقال بن غفير، في تصريحات صحفية صباح اليوم الأربعاء، إن نتنياهو اختار الهدنة "بدلا من حرب كاملة تحقق هدفها المركزي وهو القضاء على حماس".

وأضاف أن هذا القرار يمثل، من وجهة نظره، تراجعا عن الاستراتيجية التي كان يجب أن تنفذ للقضاء على ما أسماه "التهديد الرئيسي للأمن الإسرائيلي".

وجاءت تصريحات بن غفير في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، وسط تقارير متكررة عن تبادل القصف بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وما رافق ذلك من اتهامات بخرق الهدنة.

التوترات السياسية والضغط الداخلي

يشهد الساحة السياسية الإسرائيلية، منذ إعلان وقف إطلاق النار الأخير، حالة من الانقسام بين قيادات الحكومة نفسها، حيث يتهم حزب "الصهيونية الدينية" بقيادة بن غفير نتنياهو بالتردد وعدم الحسم في اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لتدمير بنية حماس التحتية في القطاع.

ويرى مراقبون أن تصريحات بن غفير تأتي ضمن سلسلة من التحركات السياسية للضغط على الحكومة للإسراع في العمليات العسكرية، مستغلا شعور جزء من الرأي العام "الإسرائيلي" بالغضب جراء استمرار الهجمات من القطاع. ويشير هؤلاء إلى أن الانتقادات التي يطلقها بن غفير ضد نتنياهو تعكس الخلافات الداخلية حول التوازن بين الأمن القومي والسياسة الدبلوماسية في إدارة الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية الأخيرة.

موقف نتنياهو واعتبارات الهدنة

من جهته، لم يصدر نتنياهو حتى اللحظة أي تصريح مباشر يرد فيه على تصريحات بن غفير.

إلا أن مصادر مقربة من رئيس وزراء الاحتلال تشير إلى أن حكومته اتخذت قرار وقف إطلاق النار بناء على تقييم شامل للوضع الأمني، الذي يراعي مخاطر استهداف المدنيين، بالإضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة للالتزام بالهدنة.

ويشير محللون سياسيون إلى أن هذا القرار يعكس استراتيجية نتنياهو القائمة على الموازنة بين العمليات العسكرية الدقيقة وتحقيق استقرار نسبي على الحدود الجنوبية، بعيدا عن الدخول في مواجهات طويلة قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة على كلا الطرفين.

اتهامات بخرق الهدنة

ورغم إعلان وقف إطلاق النار، سجلت الأيام الماضية عدة حوادث تبادل إطلاق نار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، ما أوجد مناخا مشحونا بالاتهامات المتبادلة.

ويؤكد بن غفير أن هذه الانتهاكات تؤكد أن حماس لم تتراجع عن نشاطها العسكري، وأن استمرار الهدنة دون إجراءات حازمة يترك المجال أمام الحركة لاستعادة قوتها واستمرار التهديد الأمني.

ويعتقد عدد من المحللين العسكريين أن تصريحات بن غفير تمثل محاولة لإعادة توجيه النقاش العام نحو إمكانية شن عمليات عسكرية أكثر شمولية واستراتيجية أكبر ضد حماس، بما يتجاوز الضربات الجوية المحدودة أو العمليات العسكرية المحلية، ويحقق هدف القضاء على قدرات الحركة بشكل كامل.

التوتر السياسي وتأثيره على الحكومة

يتوقع المراقبون أن استمرار هذه الانتقادات الداخلية، خصوصا من شخصيات قوية مثل بن غفير، قد يزيد من صعوبة إدارة نتنياهو للأزمة، ويضع الحكومة تحت ضغط مزدوج: الضغط العسكري من الداخل والضغط الدولي للالتزام بالهدنة وحماية المدنيين.

0 تعليق