أكد الخبير الاقتصادي محمد الرواشدة أن الاقتصاد العالمي يشهد "حالة عدم يقين" تسبب "ضبابية" في المشهد، رغم إظهاره مقاومة كبيرة للمطبات التي تعرض لها مؤخرا.
وخلال استضافته في برنامج "نبض البلد" على قناة "رؤيا"، أشار الرواشدة إلى أن قرار الفيدرالي الأمريكي المتوقع بخفض الفائدة سيضغط على الدولار، مما يرفع الطلب على الذهب ويدفعه نحو أرقام قياسية جديدة قد تصل إلى 5000 دولار مطلع العام القادم.
الاقتصاد العالمي:
ضبابية ومقاومة أشار الرواشدة إلى أن الاقتصاد العالمي، ورغم الضبابية التي يمر بها، "قاوم بشكل كبير المطبات التي تعرض لها".
واستشهد بتقديرات صندوق النقد الدولي التي أكدت أن الاقتصاد العالمي ظل ثابتا ومستقرا رغم التحديات، مثل الحرب الأوكرانية الروسية، وارتفاع أسعار الفوائد، والتعرفة الجمركية الأمريكية، وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
لكن الرواشدة بين أن "مهدد الاقتصاد العالمي الحقيقي هو ديون الدول"، التي لا تكفي لتغطية احتياجاتها وتسببت بعجوزات مستمرة.
وأوضح أن هناك فرقا في الاقتراض، ضاربا المثل باليابان التي "تستخدم ديونها من أجل تنمية اقتصادها، ولهذا السبب الاقتصاد الياباني قوي".
خفض الفائدة..
الذهب والدولار وتطرق الرواشدة إلى الحدث الأبرز، وهو قرار الفيدرالي الأمريكي المتوقع، مشيرا إلى أنه "سوف ينخفض ربع نقطة، وهو التخفيض الثاني على التوالي".
وأضاف أنه "من المتوقع أن يكون هنالك تخفيض آخر للفيدرالي الأمريكي في شهر 12"، مؤكدا أن هذه التخفيضات ستسبب "نهوضا في الاقتصاد العالمي".
وأوضح الرواشدة أن "تخفيض سعر الفائدة سوف يضغط على قوة الدولار، وسوف يرتفع الطلب على الذهب خلال الفترة القادمة".
وعلى الصعيد المحلي، توقع أن "البنك المركزي الأردني سوف يخفض الفائدة عن الدينار مثلما فعل المركزي الأمريكي مع الدولار".
تأثير الإغلاق الحكومي وقمة "ترمب-شي" وعن أسباب قرار الفيدرالي، أشار الرواشدة إلى أنه "أتى على إثر الإغلاق الحكومي الأمريكي".
وأوضح أن هذا الإغلاق يعني أن "750 ألف موظف حكومي أمريكي متوقف عن العمل"، مما تسبب في "غياب كبير لبيانات سوق العمل الأمريكي"، وهو ما يدفع الفيدرالي لاتخاذ قراراته بحذر.
كما أكد أن لقاء الرئيس الأمريكي ترمب والرئيس الصيني شي يوم الخميس "سوف يعكس أثرا كبيرا على الاقتصاد العالمي".
توقعات الذهب:
هبوط مؤقت وصعود قياسي
واستعرض الرواشدة أداء الذهب مؤخرا، مبينا أنه "بداية من شهر أكتوبر إلى نصف أكتوبر وصل الذهب إلى أعلى قمة بتاريخه"، ولكن "ما بعد ذلك التاريخ فقد الذهب قيمته بـ 9%".
إلا أنه أوضح أن "المجمل العام من بداية أكتوبر إلى نهايته ارتفع الذهب بالمجمل 4%".
وعن التوقعات، أكد الرواشدة أن الذهب "في المرحلة القادمة سوف يستمر هبوط مؤشره"، وبعد قرار الفيدرالي "سوف يتذبذب صعودا ونزولا"، وخصيصا بعد لقاء "ترمب وشي".
وأشار إلى أنه "إذا تم الاتفاق ما بين الصين والولايات المتحدة، سوف يهبط الذهب بشكل كبير، لكن بشكل مؤقت".
ورغم هذا التذبذب قصير الأمد، أكد الرواشدة أن "الذهب باتجاهه للـ 5000 دولار مع الربع الأول من العام القادم"، وأنه "سوف يحقق أرقاما قياسية مع العام القادم".
أما بخصوص الفضة، فأوضح الرواشدة أنها "سوف تتذبذب وهي مرتبطة مع الذهب".
البيتكوين والنفط وفيما يتعلق بالعملات المشفرة
بين أن "البيتكوين يسير بمستوى ثابت خلال الفترة الماضية والتذبذب ضعيف فيه"، على عكس الذهب الذي "شهد هزات بالأسعار".
وأكد أن البيتكوين "متماسك وسوف يبقى بهذا المستوى، لكن من المتوقع أن يقفز قفزات كبيرة في الفترة المقبلة".
وعزا ذلك إلى أن "التشريعات والقوانين في دول العالم اعترفت بالبتكوين وهذا قوى سوقه"، مشيرا إلى أنه "ليس مربوطا بالذهب بل مربوط بالشهرة".
أما بخصوص النفط، فأكد الرواشدة أنه "شهد تراجعا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة"، ومن المتوقع أن "يبقى النفط بين 60 إلى 70 دولارا".
وأشار إلى أن "العقوبات الروسية والإيرانية تضغط على النفط، وأوبك بلس يرفع النفط، وهذا يضع النفط بين قوتين متضادتين".
الاقتصاد الأمريكي..
قفزة قادمة واختتم الرواشدة تحليله بتوقعات إيجابية للاقتصاد الأمريكي، مؤكدا أنه "سوف يقفز قفزة كبيرة في المرحلة المقبلة وسوف تكون مستمرة".
وأشار إلى أنه "على الرغم من الإغلاق الحكومي، لكن هذا لم يؤثر"، موضحا أن "تخفيض سعر الفائدة سوف ينشط الأسواق الأمريكية ويسهل تمويل الشركات".

0 تعليق