في كرة القدم، لا يقاس العطاء بالأعوام ولا بالأرقام، بل بالمواقف التي تترك أثرا في ذاكرة الجماهير ومن بين الأسماء التي بدأت تشق طريقها بثبات في ملاعب الأردن، يسطع اسم عامر جاموس، اللاعب الذي جمع بين الهدوء في الشخصية، والجرأة في الأداء، حتى أصبح أحد أبرز الوجوه الواعدة في نادي الوحدات، وأحد رموز الجيل الجديد في الكرة الأردنية.
من البدايات المتواضعة إلى الثقة الكبيرة
ولد عامر راسم جاموس في الثالث من يوليو عام 2002، في عائلة عرفت معنى الكفاح والسعي خلف الحلم ، منذ طفولته كان يطارد الكرة في الأزقة قبل أن يلفت الأنظار بقدرته على قراءة اللعب وتحريك زملائه بثقة تفوق عمره انضم إلى فرق الفئات العمرية في الجزيرة، وهناك بدأ رحلة تكوينه الكروي.
كان يملك ما يبحث عنه كل مدرب: الهدوء تحت الضغط، الذكاء في التمركز، والرغبة الدائمة في التعلم.
حين انتقل إلى الوحدات، لم يكن انتقالا عاديا، بل بداية مرحلة جديدة تتطلب منه أن يثبت نفسه في ناد جماهيري، تحت أنظار الآلاف في كل مباراة وهو ما فعله بثبات لاعب يعرف أن الطريق إلى القمة لا يختصر بخطوة واحدة
مباراة كورة الجنوبية.. الانفجار المدهش
 كثيرون يتحدثون عن هدفه في شباك المحرق البحريني، لكن القصة الحقيقية لبروز عامر جاموس بدأت قبل ذلك، في مواجهة كوريا ضمن تصفيات كأس العالم ، في تلك المباراة، دخل جاموس بثقة لاعب يؤمن بنفسه، وقدم أداء جعل اسمه على ألسنة الجماهير والمحللين معا.
لم يكن مجرد لاعب وسط يؤدي أدوارا تكتيكية، بل كان قلب الفريق النابض.
تحرك في كل مساحة من الملعب، استخلص الكرات، وصنع الإيقاع، وظهر بروح المقاتل الذي لا يعرف التراجع تلك المباراة، لم يسجل هدفا فقط، بل أعلن ولادته الحقيقية كلاعب قادر على تحمل مسؤولية القميص الأخضر في أصعب الظروف.
قال أحد المحللين بعد المباراة:
“ما قدمه عامر جاموس أمام كوريا الجنوبية ليس أداء عاديا، بل هو نضج كروي مبكر يجعلنا ننتظر منه الكثير.” ومنذ تلك اللحظة، أصبح اسمه ضمن قائمة اللاعبين الذين يعتمد عليهم في المنتخب الوطني والوحدات في المباريات الكبرى.
من كوريا الجنوبية إلى المحرق.. تأكيد لا صدفة
بعد تألقه في مباراة كوريا الجنوبية وكذلك مباريات المنتخب الوطني ، لم يتراجع جاموس، بل استمر بنفس الروح في مواجهة المحرق البحريني التي ترجم فيها تفوقه الميداني بهدف رائع سجله بثقة، أكد أنه لم يسطع بالصدفة ، كان ذلك الهدف بمثابة توقيع على استمرارية التميز لا بدايته و ظهر نضج عامر الحقيقي: لاعب يقود اللعب، ويفكر قبل أن يمرر، ويقاتل حتى الدقيقة الأخيرة.
شخصية داخل الملعب وخارجه
عامر ليس من اللاعبين الذين يبحثون عن الأضواء
هو يؤمن بأن اللاعب يقاس بما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، لا بعدد المتابعين على المنصات
في التدريبات، يعرف بانضباطه العالي واحترامه للمدربين والزملاء، وفي المباريات يظهر شخصية القائد حتى دون شارة على ذراعه يتحدث قليلا، لكن أداءه يتحدث كثيرا ، رمزية عامر في جيل جديد من الكرة الأردنية وما يميز عامر جاموس أنه يمثل نموذج اللاعب الأردني الجديد الشغوف والطموح والمثابر
عامر جاموس اليوم ليس لاعبا يكتفي بما حققه، بل مشروع نجم يسير بخطوات واثقة نحو مستقبل أكبر مباريات المنتخب الوطني التي كشفت عن معدنه الحقيقي، إلى هدفه الجميل أمام المحرق، رسم عامر طريقه بجهد وإصرار لا يعرفان التوقف.
هو نموذج لجيل يؤمن أن المجد لا يمنح، بل ينتزع وإذا كانت مباراة كوريا الجنوبية هي لحظة الانفجار المدهش، فإن القادم بالنسبة لعامر جاموس قد يكون رحلة الصعود نحو المجد الذي يستحقه تماما.

 
            
0 تعليق