ذابت الشوكولاتة فظهر فرن الميكروويف! - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الولايات المتحدة – من اللافت أن أول فرن ميكروويف قد حمل في اسمه كلمة “رادار”، وأنتجته شركة معدات عسكرية. والمُلفت أكثر أنه كان بطول رجل، ووزنه زاد عن 300 كيلوغرام. فما قصة علاقته بالحرب؟

تعود فكرة فرن الميكروويف إلى المهندس الأمريكي بيرسي سبنسر أثناء عمله خلال الحرب العالمية الثانية في مختبرات شركة “رايثيون”، التي كانت أكبر مورد للأسلحة إلى الجيش الأمريكي في ذلك الوقت.

اكتشف سبنسر بالصدفة، وهو يعمل على أنبوب “المغنطرون” الإلكتروني عالي التفريغ – وهو مكون رئيسي في أجهزة الرادار يستخدم لتوليد موجات الميكروويف – أن قطعة شوكولاتة في جيبه قد ذابت عندما تعرضت لتلك الموجات. وتقول رواية أخرى إنه ترك شطيرة فوق الجهاز ولاحظ أنها أصبحت ساخنة. وبغض النظر عن التفاصيل، فقد أثمرت هذه الصدفة السعيدة عن اكتشاف مثير.

بعد ذلك، أكدت التجارب التي أجراها سبنسر وزملاؤه حدسهم الأول: أن موجات الميكروويف قادرة على تسخين الطعام بسرعة وكفاءة عالية. فقام سبنسر ببناء نموذج أولي لفرن الميكروويف، عبارة عن صندوق معدني يتم توجيه طاقة الموجات نحوه من خلال مولّد.

سُمي أول فرن ميكروويف “رادارانغ”، وقد استخدم سبنسر فيه أنبوب “المغنطرون” لتوليد موجات ميكروويف تقوم بتسخين الطعام بشكل متساو.

أما عن كيفية عمل فرن الميكروويف، فإن الموجات تتسبب في إحداث تذبذبات في المجال الكهرومغناطيسي، ما يؤدي إلى تحريك جزيئات الماء داخل الطعام. وتنتج عن هذه الحركة السريعة طاقة حرارية ترفع درجة حرارة الطعام من الداخل. ولضمان توزيع أفضل للحرارة، صُمم الفرن ليتضمن طبقا دوارا.

لتوضيح هذه الآلية، يمكن ملاحظة كيف تنفجر البيضة داخل فرن الميكروويف؛ فالماء الموجود داخلها يسخن بسرعة أكبر من القشرة الخارجية، فيتمدد ويولّد ضغطًا يؤدي إلى انفجارها.

في 8 أكتوبر 1945، قدم سبنسر طلبًا للحصول على براءة اختراع لفرن الميكروويف تحت الرقم التسلسلي 620.919، ومنحته الولايات المتحدة في 24 يناير 1950 براءة الاختراع رقم 2495429 عن “طريقة جديدة لمعالجة الطعام”.

لم يكن فرن “رادارانغ” الأول مصمما للاستخدام المنزلي، بل اشترته وزارة الدفاع الأمريكية في البداية لتسخين الطعام بسرعة في مطاعم الجنود والمطابخ العسكرية بالمستشفيات.

كان ارتفاع هذا الفرن يصل إلى 180 سنتيمترا، ووزنه 340 كيلوغراما، وتكلفته حوالي 3000 دولار. وللمقارنة، كان متوسط سعر المنزل الجيد في الولايات المتحدة آنذاك حوالي 5000 دولار، مما جعل الجيش والبحرية الأمريكية من أوائل الزبائن.

أما الأفران المنزلية فلم تظهر إلا بعد عشر سنوات، تحديدا في 25 أكتوبر 1955، عندما أنتجت شركة “تابان” الأمريكية الجهاز “أر إل – 1” بعد حصولها على ترخيص من “رايثيون”. إلا أن هذا الجهاز لم يحقق نجاحا يذكر بسبب حجمه الكبير وسعره المرتفع، ولم يُنتج منه سوى 34 وحدة.

بعد ذلك، ومع تزايد المنافسة وتطوّر التكنولوجيا، أصبح بالإمكان بحلول عام 1967 شراء فرن ميكروويف في الولايات المتحدة بمتوسط سعر 500 دولار. خلال تلك الفترة، كان المستهدف بيع 40 ألف وحدة سنويا، لكن الرقم قفز إلى مليون فرن بحلول عام 1975، بفضل الانخفاض الكبير في تكاليف الإنتاج وأسعار البيع.

منذ ذلك الحين، شرع فرن الميكروويف في غزو الأسواق العالمية بسرعة، ليصبح عنصرا أساسيا في معظم المنازل في البلدان المتقدمة. ولاحقا وصل بالتدريج إلى مظم مدن وقرى العالم.

على وجه التحديد، أفران الميكروويف لم تنتشر على نطاق واسع إلا في سبعينيات القرن الماضي، حين نجحت الشركات اليابانية في تقليل حجم وتكلفة “المغنطرون”، المكون الرئيس لفرن الميكرويف، بشكل كبير.

المصدر: RT

0 تعليق