أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، عن ارتياحه لقرار مجلس الأمن الدولي الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، معتبرا أن هذا القرار يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء أحد أقدم النزاعات في القارة الإفريقية.
وقال الملك محمد السادس في كلمة رسمية: "الأمم المتحدة اعتمدت مبادرة الحكم الذاتي للصحراء باعتبارها الحل الأمثل للنزاع".
وأضاف العاهل المغربي: "نشكر الرئيس الأمريكي على جهوده لحل النزاع بشأن الصحراء المغربية"، داعيا في الوقت نفسه الرئيس الجزائري إلى حوار صادق من أجل بناء علاقات جديدة تقوم على حسن الجوار والتعاون بين البلدين.
وختم الملك كلمته بالإشادة بـ"جميع الجهود الداعمة لوحدة التراب المغربي"، مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
مجلس الأمن يعتمد القرار بدعم أمريكي
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت، الجمعة، بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح قرار يدعم خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، واعتبرها "الحل الأكثر واقعية" للنزاع المستمر منذ عقود.
وجاء القرار بموافقة 11 دولة، وامتناع 3 دول عن التصويت، فيما رفضت الجزائر المشاركة في عملية التصويت.
ويشير القرار إلى أن الخطة المغربية المقدمة عام 2007، والتي تنص على منح الإقليم حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، تمثل أساسا صالحا للمفاوضات المستقبلية لإنهاء النزاع القائم منذ نحو خمسين عاما.
نزاع قديم ومستقبل مفتوح
تعتبر الأمم المتحدة إقليم الصحراء الغربية من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" بانتظار تسوية نهائية، وهو الإقليم الإفريقي الوحيد الذي ما زال وضعه معلقا بعد انتهاء حقبة الاستعمار.
ويشهد الإقليم نزاعا بين الرباط وجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تطالب باستقلال الصحراء، في حين تتمسك المغرب بسيادتها الكاملة عليها مع منحها صلاحيات حكم ذاتي موسعة.
ويرى مراقبون أن دعم مجلس الأمن للخطة المغربية بدفع أمريكي يمثل تحولا دبلوماسيا كبيرا لصالح الرباط، ويعزز موقعها على الساحة الدولية كطرف رئيسي في جهود إحلال السلام والاستقرار في شمال إفريقيا.
0 تعليق