شن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هجوما لاذعا وغير مسبوق على الإعلامي ومقدم البرامج الشهير سيث مايرز، المعروف بانتقاداته اللاذعة له على الهواء.
وقد جاء رد ترمب، الذي نشر على منصته للتواصل الاجتماعي مساء السبت، ليصعد من حدة التوتر بين الرئيس والإعلام الليبرالي في البلاد.
قسوة النقد الرئاسي
في منشور مثير على موقع "تروث سوشيال" (Truth Social)، لم يترك ترمب مجالا للشك حول رأيه في قدرات مايرز المهنية.
كتب ترمب أن "سيث مايرز من شبكة (إن بي سي) ربما يمثل الشخص الأقل موهبة الذي ظهر على الهواء في تاريخ التلفزيون". =
هذا التقييم المطلق تجاوز حدود النقد السياسي المعتاد، ليصبح هجوما مباشرا على السجل المهني للإعلامي.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هذه القسوة في التقييم جاءت بعد أن أتيحت له الفرصة لمشاهدة البرنامج مؤخرا.
وذكر ترمب أنه شاهد أحد برامج مايرز "لأول مرة منذ سنوات"، وهو ما أثار لديه رد فعل عنيفا، حيث وصف الإعلامي بأنه "مجنون مختل" في تعبير نفسي قاس.
تشكيك في نزاهة الشبكة والدافع
لم يكتف ترمب بمهاجمة مايرز شخصيا، بل شكك في حكمة شبكة "إن بي سي" التي تبث برنامجه.
تساءل الرئيس: "لماذا تضيع (إن بي سي) الوقت والمال على مثل هذا الشخص؟" موضحا أسباب عدم كفاءة الإعلامي من وجهة نظره بثلاثة اتهامات متتالية: "بلا موهبة ولا شعبية و100 بالمئة ضد ترمب".
وفي ختام انتقاده، أضاف ترمب تحذيرا ذا طابع قانوني وسياسي، معتبرا أن هذا الانحياز الكامل ضده "ربما أمر غير شرعي".
هذا الربط بين الانتقاد الإعلامي وعدم الشرعية يمثل تكتيكا مألوفا في سجال ترمب مع وسائل الإعلام الرئيسية.
خلفية الأزمة: السخرية من جولة آسيا
يذكر أن الكوميدي ومقدم البرامج سيث مايرز كان قد انتقد الرئيس ترمب مرارا وتكرارا على الهواء في برنامجه الليلي.
لكن التصعيد الأخير جاء على خلفية موجة سخرية جديدة أطلقها مايرز، ركزت على زيارة ترمب الأخيرة إلى كوريا الجنوبية وماليزيا.
وقد بلغ الأمر بمايرز حد تشبيه الرئيس بـ"قرد هارب خطير على البشر"، في إشارة مباشرة إلى حادث هروب القرود المصابة بالفيروسات الذي وقع في ولاية ميسيسيبي هذا الأسبوع.
هذا التشبيه البالغ القسوة والسخرية، والذي يربط الرئيس بخطر بيولوجي وعام، هو ما يبدو أنه استفز ترمب ليرد بهذا الهجوم الناري الذي يهدف إلى تدمير مصداقية الإعلامي بالكامل.
أبعاد الاشتباك المستمر
يعد هذا الهجوم فصلا جديدا في المعركة الطويلة والمستمرة بين ترمب ووسائل الإعلام التي يصفها بـ "الأخبار الكاذبة" .
وغالبا ما يهدف ترمب من خلال هذه التصريحات الحادة إلى:
تأجيج قاعدته الشعبية: يؤدي الهجوم على الإعلام الليبرالي إلى تعزيز الدعم من قبل مؤيديه، الذين يرون في الإعلام خصما سياسيا.
التقليل من شأن المنتقدين: محاولة لتجريد الأصوات المعارضة من المصداقية عبر وصفها بعدم الموهبة أو الجنون.
تحويل الانتباه: الهجوم الإعلامي القوي غالبا ما ينجح في تحويل النقاش العام بعيدا عن أداء الرئيس أو سياساته.
يؤكد هذا السجال على استمرار حالة الاستقطاب العميقة التي تسود المشهد السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة.

0 تعليق