في جلسة لحكومة الاحتلال انعقدت اليوم الأحد، أطلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سلسلة من التصريحات المتشددة التي رسمت ملامح التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه الاحتلال على الجبهات المتعددة، من غزة ولبنان وصولا إلى البحر الأحمر.
وقد حملت كلمته تحذيرات مباشرة للقوى الإقليمية، بينما وصف حادثة "معتقل سديه تيمان" بأنها أزمة إعلامية غير مسبوقة.
سديه تيمان.. "أخطر هجوم إعلامي"بدأ نتنياهو كلمته بالتعليق على الأزمة الداخلية التي تهز المؤسسة العسكرية والإعلامية، في إشارة إلى التسريبات الأخيرة لفيديوهات تظهر انتهاكات بحق أسرى فلسطينيين في معسكر سدي تيمان.
أكد نتنياهو في جلسة الحكومة أن "حادثة معتقل سديه تيمان قد تكون أخطر هجوم إعلامي يتعرض له الاحتلال منذ قيامه".
هذا الوصف الحاد لا يشير فقط إلى خطورة الانتهاكات نفسها، بل إلى الأثر التدميري الذي أحدثته الفيديوهات المسربة على سمعة الاحتلال الدولية ومحاولات غسل صورتها أمام العالم.
إن وضع الحادثة في هذا السياق التاريخي، كـ"أخطر" هجوم إعلامي منذ التأسيس، يدل على حجم القلق الحكومي من تداعياتها القانونية والدبلوماسية.
تعهدات أمنية: القضاء على حماس والحوثيين
انتقل نتنياهو بعد ذلك لتحديد الأولويات الأمنية المباشرة التي لن تسمح حكومته بالتساهل فيها، بدءا بالجبهات الحدودية وانتهاء بالتهديدات البحرية.
أولا: جبهة لبنان
شدد رئيس الوزراء على أن الاحتلال لن يسمح بأن تتجدد التهديدات من حدودها الشمالية.
وقال نتنياهو: "لن نسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد للاحتلال"، مضيفا بوعد قاطع: "وسنفعل ما يلزم لمنع ذلك".
هذا التصريح يأتي في ظل التوترات المستمرة وانتهاكات الهدنة المتبادلة، ويشير إلى استعداد الاحتلال للتدخل العسكري الاستباقي إذا رأت أن قدرات حزب الله أو غيره من التنظيمات قد أصبحت تشكل خطرا وشيكا.
ثانيا: تهديد الحوثيين
أفرد نتنياهو جزءا من حديثه للتهديد البحري القادم من اليمن. وأكد أن "الحوثيون مصدر تهديد كبير جدا للاحتلال".
ولم يقف عند حدود التوصيف، بل تعهد بالتحرك لإزالة هذا التهديد بشكل جذري. وصرح قائلا: "وسنفعل كل ما يلزم لإزالته"، في إشارة إلى استعداد الاحتلال لاستخدام قوتها العسكرية، سواء بشكل مباشر أو ضمن تحالف دولي، لضمان أمن الملاحة في المنطقة والحد من هجمات الجماعة على أهداف تابعة للاحتلال في البحر الأحمر.
ثالثا: ملاحقة حماس في غزة
وفيما يتعلق بالعمليات المستمرة داخل قطاع غزة، على الرغم من الهدنة الهشة، أكد نتنياهو أن الحرب على حماس لم تنته بعد.
كشف رئيس الوزراء أن عناصر الحركة لا تزال متحصنة في مواقع حيوية، قائلا: "حماس موجودة في مواقع خاضعة لسيطرتنا في خان يونس ورفح"، وهما مدينتان جنوبيتان في القطاع.
وأكد أن العمل العسكري المستمر: "ونعمل للقضاء على عناصرها هناك".
هذا التصريح يعطي إشارة واضحة لاستمرار العمليات النوعية والمحدودة في مناطق الجنوب، رغم الضغوط الدولية لوقفها.

0 تعليق