تزداد المخاوف بين الأهل في الأردن وحول العالم بشأن تأثير لعبة "روبلوكس" (Roblox) على الأطفال والمراهقين، في ظل انتشارها الكبير بين الفئات العمرية الصغيرة.
ومع الجدل حول إمكانية حظر اللعبة في الأردن، أوضح الخبير في الألعاب الإلكترونية محمد كناكري المخاطر الأساسية للمنصة وأهمية التعامل معها بحذر ووعي.
منصة مفتوحة وصعوبة الرقابة
أكد كناكري في حديثه لبرنامج "أخبار السابعة" على قناة "رؤيا" أن "روبلوكس" ليست مجرد لعبة تقليدية، بل منصة تسمح للمستخدمين بتصميم ألعابهم وبرمجتها، ما يجعل التحكم في المحتوى الكامل صعبا للغاية، ويضع الأهل أمام تحد كبير لمراقبة ما يراه أطفالهم.
خطر التواصل المفتوح
أشار كناكري إلى أن أدوات الرقابة الأبوية في "روبلوكس" ليست فعالة بنسبة 100%، إذ تركز على المحتوى الظاهري والصور، لكنها لا تسيطر على الرسائل الخاصة أو التفاعلات المباشرة بين اللاعبين.
وقال: "الخطورة الأكبر تكمن في التواصل المباشر مع الآخرين، حيث لا يمكن للأهل معرفة هوية الشخص الذي يتواصل مع أطفالهم، وقد يحاول التلاعب بالعقل والتأثير على سلوك الطفل".
وأكد أن روبلوكس لا تشجع على الانتحار مثل تحديات سابقة (كـ"الحوت الأزرق")، لكنها تحمل مخاطر سلوكية مرتبطة بالاندماج المفرط والتعرض لمحتوى غير مناسب.
خطر الاختراق المالي
امتدت المخاطر إلى الجانب الأمني والمالي، إذ تسمح المنصة بشراء عناصر داخل اللعبة باستخدام بطاقات بنكية، ما يفتح المجال أمام ثغرات الاختراق وسرقة البيانات.
وقال كناكري: "قد يتم اختراق الأجهزة الذكية وسرقة المعلومات البنكية، لذلك يجب توخي الحذر عند إدخال أي معلومات مالية".
الحظر ليس الحل الوحيد
رغم المخاطر، شدد كناكري على أن الحظر ليس القرار الأمثل، موضحا أن الحل يكمن في الرقابة متعددة المستويات: متابعة الأهل، إشراف المعلمين، وتطبيقات الرقابة الرقمية.
وأضاف أن الدراسات العلمية أثبتت فوائد الألعاب الإلكترونية للأطفال، مثل تنمية المهارات الإبداعية والتفكير المنطقي وحل المشكلات، لكن الاستخدام المفرط أو غير المراقب قد يتحول إلى سلبيات.
دعوة للأهل
اختتم كناكري حديثه بدعوة الأهل لمراقبة أطفالهم باستمرار، ووضع ضوابط لاستخدام الأجهزة والشاشات، وتوجيههم نحو محتوى آمن وموثوق.
وأكد أن المراقبة المستمرة والتوعية بالحوار مع الأطفال هي الحل الأمثل لتقليل المخاطر وحماية صحتهم النفسية والمالية والاجتماعية.
0 تعليق