عاجل

من يتحكم في الحقيقة؟ خبراء وأكاديميون يبدون استياءهم من موسوعة ماسك "غروكيبيديا" - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

نقلت صحيفة غارديان البريطانية تحذيرات خبراء وأكاديميين من اعتماد ما تنشره موسوعة "غروكيبيديا" التي أطلقها الملياردير الأميركي إيلون ماسك الأسبوع الماضي، بعد اكتشاف معلومات خاطئة وتحيزات سياسية واضحة فيها.

وقالت الصحيفة إنه فضلا عن نشر جملة من الأكاذيب والترويج لأيديولوجية اليمين المتطرف، اشتكى أكاديميون من مساواة الموسوعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بين الشائعات ومحتوى غرف الدردشة وبين الأبحاث والمصادر العلمية.

وأطلق ماسك وشركته "اكس إيه آي" "غروكيبيديا" لتنافس موسوعة "ويكيبيديا" الشهيرة، وقال إنها ستتوافق مع آرائه اليمينية، لافتا إلى أن صاحب الفكرة كان ديفيد ساكس، مسؤول الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلى عكس ويكيبيديا التي يكتبها ويحررها متطوعون، لن تستند "غروكيبيديا" إلى محررين بشر، وسيتولى روبوت الدردشة الذكي الخاص بماسك "غروك" مهمة التحقق من صحة المعلومات.

الذكاء الاصطناعي يلتقط كل شيء

واستعرضت غارديان بعض ما ذكرته موسوعة ماسك عن البروفيسور والمؤرخ البريطاني البارز السير ريتشارد إيفانز، الذي أوضح أن جميع ما ذُكر عنه كان خاطئا.

ووفق الصحيفة، اكتشف إيفانز أن استخدام ماسك للذكاء الاصطناعي من أجل تقييم الحقائق والتحقق منها يعاني من مشكلات، وأضاف "تُعطى المساهمات في غرف الدردشة نفس مكانة الأعمال الأكاديمية الجادة، الذكاء الاصطناعي يلتقط كل شيء".

إعلان

وأشار إيفانز إلى أن المقالة الخاصة بألبرت شبير، مهندس أدولف هتلر ووزير الذخائر في زمن الحرب، تكرر الأكاذيب والتشوهات التي نشرها شبير على الرغم من تصحيحها في سيرة ذاتية حائزة على جائزة في عام 2017.

 

عقلية وادي السيليكون والنهج الأكاديمي

وقال ديفيد لارسون هايدنبلاد، نائب مدير مركز لوند لتاريخ المعرفة في السويد، إن المشكلة تكمن في تضارب المعرفة، وأضاف "نحن نعيش في وقت يتزايد فيه الاعتقاد بأن التجميع الخوارزمي أكثر موثوقية من البصيرة البشرية".

ونوه هايدنبلاد إلى أن ما وصفها بعقلية وادي السيليكون تختلف كثيرا عن النهج الأكاديمي التقليدي، إذ إن المعرفة فيها تكرارية للغاية أي قائمة على التجريب المتواصل، ويُعتبر ارتكاب الأخطاء سمة من سماتها وليس عيبا، لكن على النقيض من ذلك -يتابع هايدنبلاد- فإن العالم الأكاديمي يدور حول بناء الثقة بمرور الوقت والبحث العلمي على مدى فترات طويلة، تنتهي بتقديم معرفة دقيقة موثوق بها، ويتلاشى خلالها الوهم بمعرفة كل شيء.

وأمام انتشار الموسوعة الأولى من نوعها من قِبل أغنى شخص في العالم، طُرح السؤال "من يتحكم في الحقيقة عندما يمسك الذكاء الاصطناعي الذي يقوده أشخاص أقوياء بالقلم؟".

وقال بيتر بيرك المؤرخ والأستاذ الفخري في كلية إيمانويل، إحدى أكبر كليات كامبريدج، والذي ألف كتاب "تاريخ اجتماعي للمعرفة" عام 2000 "إذا كان ماسك هو من يفعل ذلك، فأنا أخشى من التلاعب السياسي"، مؤكدا أن بعض القراء سيدركون المشاكل التي تعاني منها "غروكيبيديا"، لكن المعضلة قد تكون بعدم ملاحظة قراء آخرين.

وحتى عام 2021، كان ماسك يدعم ويكيبيديا، ولكن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجمها مرارا وتكرارا لاستشهادها بتقارير نيويورك تايمز وإن بي آر، ومع ذلك، فإن العديد من المقالات البالغ عددها أكثر من 885 ألف موضوع في "غروكيبيديا" نُسخت حرفيا تقريبا من ويكيبيديا، لكن مقالات كثيرة اختلفت بشكل كبير.

REUTERS PICTURES 40th ANNIVERSARY COLLECTION: Tesla CEO and X owner Elon Musk reacts next to Republican presidential nominee and former U.S. president Donald Trump during a campaign rally, at the site of the July assassination attempt against Trump, in Butler, Pennsylvania, U.S., October 5, 2024. REUTERS/Brian Snyder SEARCH
موسوعة "غروكيبيديا" التي أطلقها ماسك لمنافسة ويكيبيديا تنشر معلومات غير دقيقة ومتوافقة مع الطروحات اليمينية وفق صحفيين (رويترز)

معلومات منحازة تتطابق مع آراء ماسك

واستشهدت مقالة "غروكيبيديا" عن الغزو الروسي لأوكرانيا بالكرملين كمصدر بارز ونقلت المصطلحات الروسية الرسمية حول "إزالة النازية" من أوكرانيا وحماية العرق الروسي وتحييد التهديدات للأمن الروسي، في المقابل، قالت ويكيبيديا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبنى آراء إمبريالية وادعى دون أساس أن الحكومة الأوكرانية كانت نازية جديدة.

ووصفت موسوعة ماسك منظمة اليمين المتطرف "بريتن فيرست" بأنها حزب سياسي، مما أسعد زعيمها، بول غولدنغ، الذي سُجن في عام 2018 بتهمة ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين، لكن ويكيبيديا وصفت المنظمة بأنها "نيوفاشية وجماعة كراهية".

واتهم صحفيون الموسوعة الجديدة بنشر معلومات غير دقيقة، مثل الادعاء بأن المواد الإباحية زادت من تفاقم وباء الإيدز.

إعلان

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن محتوى بعض المقالات في "غروكيبيديا" موجه، فمنذ الفقرات الأولى لسيرته، يشير الموقع إلى أن مالك شركة تيسلا وسبايس إكس "أثر في النقاش" في مواضيع عدة، مما أثار "انتقادات وسائل الإعلام التقليدية التي تظهر ميولا يسارية في تغطيتها".

وبشأن حركة الدفاع عن الحقوق المدنية "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمة) تقول "غروكيبيديا" إنها "حشدت ملايين الأشخاص، لكن هذه المظاهرات أدت إلى أعمال شغب هي الأكثر كلفة في تاريخ شركات التأمين بسبب الأضرار التي لحقت بالممتلكات" من دون أن تذكر -كما تفعل ويكيبيديا- أن "غالبية المظاهرات في العام 2020 جرت بهدوء".

ورحبت شخصيات يمينية عدة بإطلاق "غروكيبيديا"، لا سيما الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين الذي وصف المقال المخصص له بأنه "محايد وموضوعي"، في حين قال إن مقال ويكيبيديا "تشهيري".

وفي بداية ولاية ترامب الرئاسية الثانية، شغل ماسك -حتى إبريل/نيسان الماضي- منصب مدير إدارة كفاءة الحكومة، حيث نفذ تخفيضات قاسية في الموظفين والميزانية، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في أغسطس/آب الماضي أنه الشخصية العامة الأكثر كراهية في الولايات المتحدة.

0 تعليق