كيف تجسست أميركا على السوفيات من خلف جدار برلين؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فوق تلة في برلين، كان الجواسيس الأميركيين يتنصتون على همسات السوفيات من خلف جدار برلين. يعود بعضهم اليوم ليرووا أسرارهم القديمة، بينما تحول مرصدهم السري إلى معرض فنون نابض بالحياة.

بانر 360 - المرصد - الإعلام الإسرائيلي أسير البروباغاندا والرقابة
(الجزيرة)


فعلى تلة تغطيها الأشجار في غرب برلين، يترسخ مبنى غريب بأبراج بيضاء ضخمة تشبه كرات عملاقة، يبدو المكان اليوم هادئا وجذابا لعشاق التصوير والفن، لكنه في الحقيقة يخفي واحدة من أكثر القصص غموضا في التاريخ الحديث.

فعلى جبل "تويفلسبيرغ" أو "جبل الشيطان" كما يسميه الألمان، أقامت وكالة الأمن القومي الأميركية واحدة من أكبر محطات التنصت في العالم خلال الحرب الباردة.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وفي الذكرى الـ36 لسقوط جدار برلين، لا يزال الألمان يستعيدون تلك اللحظة التي أنهت 28 عاما من الانقسام بين الشرق والغرب الألماني.

ومن فوق القمة الجبلية كانت تلتقط القوات الأميركية الاتصالات العسكرية والسياسية القادمة من الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية، في حين كانت برلين الشرقية تقع على بعد أميال قليلة خلف جدار برلين أو "الستار الحديدي".

وكان الموقع مثاليا للتجسس، فقد كان ارتفاع المبنى يزيد على 80 مترا فوق العاصمة الألمانية، ويتيح رؤية بعيدة المدى لكل ما يدور في الجهة الشرقية، فهناك عمل الأميركيون مع حلفائهم البريطانيين والفرنسيين على مدار سنوات في صمت تام، محاولين اكتشاف أي تحرك عسكري مفاجئ.

وبعد انهيار جدار برلين عام 1989، توقفت أجهزة التنصت وغادر الجواسيس، لتبدأ قصة جديدة للمكان.

وبعد خروج مركز التنصت الأميركي عن الخدمة، تولت مجموعة من الفنانين إدارته وحولته إلى معرض دائم لفنون الشارع، وتحولت القاعات التي كانت تعج بالأسلاك وأجهزة الرادار إلى جدران ملونة، تمتلئ برسومات المانغا والشعارات السياسية وأعمال فنية تعبّر عن الحرية والسلام.

حكايات الجواسيس

وخلال حلقة (2025/11/3) من برنامج "المرصد" عاد بعض العاملين القدامى في المحطة ليرووا ما عاشوه، فقال ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد وليام ماكووان "كنا نعمل بلا توقف، مهمتنا كانت التحذير من أي هجوم سوفياتي محتمل على أوروبا الغربية. كنا نلتقط الإشارات ونحلل الاتصالات ونرسل الإنذارات عند الحاجة".

أما الطيار البريطاني السابق فرانك جونستون، فيروي حادثة كادت تشعل أزمة بين الناتو وحلف وارسو، إذ إنه في إحدى الرحلات حاول الروس انتحال صفة موظفين في برج المراقبة ببرلين لإعطائهم أوامر خاطئة بتغيير مسار الطيران،  واستدرك قائلا "لحسن الحظ اكتشفنا الخدعة في اللحظة الأخيرة".

إعلان

وبمرور السنوات، تحول جبل الشيطان إلى وجهة سياحية وفنية يقصدها الزوار من كل مكان، فأصبحوا يتجولون بين جدارياته، يلتقطون الصور، وقد لا يعرف كثيرون منهم أن هذه الجدران كانت قبل عقود مركزا لواحدة من أخطر عمليات التجسس في القرن الـ20.

وتحول الجدار وأبراج التجسس إلى رموز للحرية والوحدة، لكن التاريخ سيبقى شاهدا دائما على أن الصراع لم يختف تماما، فاليوم -كما يرى كثيرون- يعيد تصاعد التوتر بين روسيا وحلف الناتو إلى الأذهان صدى الحرب الباردة، وكأن جبل الشيطان ما زال يراقب العالم بصمت، كما كان يفعل في الماضي.

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

0 تعليق