وفاة ديك تشيني.. مهندس حرب العراق - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 أعلنت عائلة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، ديك تشيني، اليوم الثلاثاء، وفاته يوم الاثنين عن عمر ناهز 84 عاما.

شغل تشيني منصب نائب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، وبرز كأحد أقوى وأكثر الشخصيات تأثيرا وجدلا في الحكومة الأمريكية الحديثة.

وذكر بيان العائلة أن الوفاة جاءت نتيجة مضاعفات ناتجة عن الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.

سيرة عملاق سياسي مثير للجدل

ولد ريتشارد بروس "ديك" تشيني في لينكولن، نبراسكا، في 30 يناير 1941، وتميز بمسيرة سياسية متصاعدة شغل خلالها مناصب عليا متعددة قبل أن يتولى منصب نائب الرئيس:

رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس جيرالد فورد. عضو في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية وايومنغ. وزير الدفاع الأمريكي (الـ17) في عهد الرئيس جورج بوش الأب، حيث قاد عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت. شغل منصب نائب الرئيس إلى جانب الرئيس جورج دبليو بوش خلال الفترة من 2001 إلى 2009.

إرث حرب العراق وتوسيع نفوذ الرئاسة

كانت الفترة التي قضاها تشيني في منصب نائب الرئيس حاسمة في تشكيل السياسة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. ويعرف تشيني بكونه:

المهندس الرئيسي لغزو العراق عام 2003. المدافع القوي عن توسيع السلطات الرئاسية في حقبة ما بعد 11 سبتمبر. الشخصية التي شكلت استراتيجيات الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة بطرق لا تزال مؤثرة ومثيرة للجدل حتى اليوم.

تداعيات الغزو والقضايا الإنسانية

يظل إرث تشيني مرتبطا بقوة بالجدل حول حرب العراق، التي انطلقت بذريعة امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين لـأسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها قط، مما أضر بشكل كبير بالمصداقية الأمريكية.

تكلفة بشرية واقتصادية: أدت الحرب إلى عدم استقرار في المنطقة وأسفرت عن مقتل ما يتراوح بين 150 ألفا وأكثر من مليون عراقي، وساهمت في صعود جماعات مسلحة مثل تنظيم داعش. قضايا خلافية: طالت الانتقادات تشيني أيضا بسبب توسيع ممارسات المراقبة والاستجواب القاسية التي سميت "المعززة".

صوت محافظ معارض للتيار الجمهوري الجديد

بعد تركه منصبه، بقي تشيني شخصية محافظة وفاعلة في الدوائر الجمهورية، على الرغم من دخوله في خلاف علني مع التوجهات الجديدة للحزب، حيث وجه انتقادات لاذعة للرئيس السابق دونالد ترامب، ووصفه بأنه أكبر تهديد للجمهورية. ويعكس رحيله نهاية مسيرة سياسية امتدت عقودا وتأثيره لا يزال موضع نقاش وتحليل في الأوساط السياسية الدولية.

0 تعليق