انتشار واسع لصور أقمار صناعية لأحداث الفاشر بالسودان.. ما صحتها؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شهدت الجرائم التي وقعت في مدينة الفاشر السودانية اهتماما واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثارت صور الأقمار الصناعية تفاعلا كبيرا، باعتبارها أدلة واضحة على الانتهاكات التي تعرضت لها المدينة في ظل غياب التغطية الصحفية الميدانية.

بَيد أن هذا التفاعل الواسع ترافق مع موجة من التضليل الرقمي، حيث تم تداول صور أقمار صناعية يزعم ناشروها أنها مرتبطة بالأحداث الأخيرة في الفاشر.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

ونشرت بعض الحسابات صورة لأقمار صناعية تُظهر تجمعات، ادعى الناشرون أنها لجثث قتلى، مرفقة بتعليقات مثل "صور مخيفة من الأقمار الصناعية في السودان" و"تحدثوا عن الإبادة الجماعية".

وأجرى فريق "الجزيرة تحقق" مراجعة لصورة الأقمار الصناعية عبر "غوغل إيرث برو"، حيث تبين أن الصورة قديمة، وتعود إلى شرق منطقة أبو مطارق بولاية شرق دارفور.

وكشفت مطابقة فريقنا لتضاريس المنطقة والعناصر الظاهرة مثل بئر المياه، والألواح الشمسية، أن ما في الصورة ليس جثثا، ولكن بئر مياه ومحطة تعمل بالطاقة الشمسية يتجمع حولها عدد كبير من الأشخاص والماشية.

ووفق أرشيف صور "غوغل إيرث" التُقطت الصورة في مارس/آذار 2024، أي قبل أكثر من عام ونصف من أحداث الفاشر الأخيرة.

صورة أقمار صناعية لشرق منطقة أبو مطارق بولاية شرق دارفور التقطت في مارس/آذار 2024 (غوغل إيرث)
صورة أقمار صناعية لشرق منطقة أبو مطارق بولاية شرق دارفور التقطت في مارس/آذار 2024 (غوغل إيرث)

 

كما روجت حسابات على المنصات صورة أخرى التُقطت بالأقمار الصناعية -ضمن المنشورات نفسها لمركبات محترقة- ادعى ناشروها أنها تظهر الدمار الكبير في مدينة الفاشر إثر الهجمات العنيفة لقوات الدعم السريع.

وأجرى فريقنا، فحصا للصورة فتبيّن أنها تعود إلى منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، وتوثّق لحظة تدمير الجيش السوداني رتلا لمركبات الدعم السريع في مارس/آذار 2025 أثناء محاولتها الانسحاب من المدينة.

وبفحص الأرشيف من خرائط "غوغل إيرث" ظهر أن الصورة التُقطت في مايو/أيار الماضي، ولا علاقة لها بأحداث الفاشر الأخيرة.

صورة أقمار صناعية لمنطقة جبل أولياء بالخرطوم التُقطت في مايو/أيار 2025 (غوغل إيرث)

وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قد شهدت انتهاكات جسيمة وعمليات تصفية جماعية ضد المدنيين، وثقتها مقاطع مصوّرة نشرها أفراد من الدعم السريع أنفسهم، إلى جانب صور أقمار صناعية حديثة أظهرت أضرارا واسعة داخل المدينة.

إعلان

وأدانت منظمات أممية وحقوقية ودول عديدة هذه الجرائم، ووصفتها بأنها "الأكثر وحشية" منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023.

وتشير تقارير الأمم المتحدة ومنظمات أخرى إلى أن الحرب أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وتسببت في نزوح ما يزيد على 15 مليون مدني داخل السودان وخارجه، مما جعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

0 تعليق