الصين تحمّل هولندا اضطراب إمدادات رقائق السيارات من نكسبيريا - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

اتهمت وزارة التجارة الصينية هولندا، اليوم الثلاثاء، بالتقصير في التعاون مع بكين لحل نزاع حول استيلاء الحكومة الهولندية على شركة نكسبيريا لتصنيع الرقائق المستخدمة في صناعة السيارات، محذرة من مزيد من الاضطرابات في سلسلة التوريد نتيجة لذلك.

وكانت الحكومة الهولندية قد سيطرت في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي على شركة نكسبيريا، التي تتخذ من هولندا مقرًا لها والمملوكة لشركة وينجتيك تكنولوجي الصينية، متذرعةً بمخاوف في الأمن القومي، وردًا على ذلك، منعت الصين شحنات الرقائق من مصنع نكسبيريا في مدينة دونغقوان جنوب الصين، على الرغم من أنها سمحت الآن باستئناف تلك الصادرات.

وتُنتج نكسبيريا كميات كبيرة من الرقائق الأساسية المستخدمة في السيارات.

ووفقا لبيانات، بلغت إيرادات نكسبيريا نحو ملياري دولار عام 2024، لتؤكد حضورها بوصفها لاعبا محوريا في سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية.

يأتي تحذير بكين من مزيد من الاضطرابات في الوقت الذي يسارع فيه موردو السيارات الأوروبيون إلى الحصول على إعفاءات من قيود التصدير الصينية على منتجات نكسبيريا، والتي فُرضت بعد أيام من استيلاء الحكومة الهولندية عليها.

أثار بيان يوم الثلاثاء شكوكًا في التصريحات الأخيرة الصادرة عن البيت الأبيض ومسؤولي الاتحاد الأوروبي، والتي أشارت إلى إمكانية التوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع قريبًا.

موظف يعمل على رقاقة في خط إنتاج لشركة أشباه الموصلات الهولندية "نكسبيريا" (رويترز)

تحذير صيني

قالت وزارة التجارة الصينية إنه في حين تصرفت بكين بمسؤولية بعرضها الإعفاءات، فإن هولندا لم ترد بالمثل، ودعت هولندا إلى "التوقف عن التدخل" في الشؤون الداخلية لشركة نكسبيريا، والعمل "بطريقة بناءة" مع بكين للتوصل إلى حل.

وقالت الوزارة في بيان نُشر على موقعها الرسمي: "يواصل الجانب الهولندي نهجه الأحادي من دون اتخاذ إجراءات ملموسة لحل المشكلة، ما سيعمق حتمًا التأثير السلبي على سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية".

إعلان

وأضافت: "لا الصين ولا الصناعة العالمية ترغب في رؤية هذا"، داعية هولندا إلى مراعاة العلاقات الثنائية والعلاقات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وقال متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية الهولندية، التي تدخلت في إدارة نكسبيريا، قوله إن المحادثات بين الحكومتين لا تزال جارية.

وقال المتحدث باسم الشركة اليوم الثلاثاء: "نواصل التواصل بالسلطات الصينية وشركائنا الدوليين للعمل على إيجاد حل بنّاء يعود بالنفع على نكسبيريا واقتصاداتنا".

وفي حين تُنتج معظم رقائق نكسبيريا في أوروبا، يجَمّع  نحو 70% منها في الصين قبل التوزيع. وهدد نقص الرقائق الناجم عن ضوابط التصدير التي تفرضها بكين بإيقاف خطوط التجميع، ما أدى إلى تسريح العمال في أوروبا.

وحسب رويترز فإنه حتى لو منحت بكين استثناءات، لا تزال ثمة قضايا عالقة، بما في ذلك تعليق نكسبيريا لإمدادات الرقائق إلى مصنع التجميع الصيني التابع لها، وتأكيد وحدة الشركة الهولندية في الصين على حقها في العمل في استقلالية عن نكسبيريا هولندا، وتعليق محكمة هولندية عمل الرئيس التنفيذي السابق لشركة نكسبيريا ومؤسس شركة وينغتيك، تشانغ شيويه تشن، بدعوى سوء الإدارة.

وعقب محادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، صرّح البيت الأبيض بأن بكين "ستتخذ الإجراءات المناسبة لضمان استئناف التجارة من منشآت نكسبيريا في الصين".

وقال المفوض التجاري بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، أمس الاثنين، إن ثمة "تقدما" في المحادثات بشأن نكسبيريا التي تضم الحكومتين الهولندية والصينية، من دون الخوض في التفاصيل.

The logo of Chinese-owned semiconductor company Nexperia is displayed at the chipmaker's German facility, after the Dutch government seized control and auto industry bodies sounded the alarm over the possible impact on car production, in Hamburg, Germany, October 23, 2025. REUTERS/Jonas Walzberg
الحكومة الهولندية تقيّد ملكية الصين لشركة نكسبيريا وتثير عاصفة اقتصادية (رويترز)

صدمة صناعة السيارات

بحسب تقرير سابق للجزيرة نت، شكل تجميد صادرات الرقائق الصينية صدمة لصناعة السيارات العالمية، إذ أعلنت شركات كبرى، مثل هوندا موتور وفورد وجنرال موتورز، خفض أو تعليق الإنتاج في مصانعها بأميركا الشمالية وأوروبا.

وفي أوروبا، حذرت رابطة مصنعي السيارات الأوروبيين من أن المخزون المتاح من رقائق نكسبيريا "لن يكفي سوى أسابيع"، مشيرة إلى أن "توقف الإمدادات قد يؤدي إلى تعطل واسع النطاق في مصانع القارة".

وأوضحت شركة مرسيدس بنز، أنها تمتلك احتياطا قصير الأمد يكفي "للمدى القريب فقط"، في حين أكدت فولكس فاغن أنها قد تواجه صعوبة في تحقيق أهدافها المالية لعام 2025 إذا استمر الحظر، رغم تأمين مكونات كافية للأسابيع الأولى من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

أما في ألمانيا، فقد أعلنت شركة "أوموفيو إس إي"، المنفصلة حديثا عن "كونتيننتال"، أنها "تستعد لاحتمال تقليص ساعات العمل بسبب اختناقات الإمداد".

وفي الولايات المتحدة، قالت جمعية مصنعي السيارات والمعدات، إن المصانع الأميركية "على بُعد أسابيع من مواجهة تأثيرات كبيرة" إذا لم يُحل النزاع.

0 تعليق