Published On 4/11/20254/11/2025
|آخر تحديث: 21:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:51 (توقيت مكة)
أعلنت عائلة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الأسبق، مساء الاثنين، وفاته عن عمر ناهز 84 عاما، إثر مضاعفات ناجمة عن التهاب رئوي ومشاكل مزمنة في القلب، بعد مسيرة سياسية مثيرة للجدل امتدت عقودا، ترك خلالها بصمات عميقة على السياسة الأميركية والدولية، أبرزها دوره المحوري في غزو العراق عام 2003.
وشغل تشيني منصب نائب الرئيس في إدارة جورج دبليو بوش (جورج بوش الابن) بين عامي 2001 و2009، ويُعد من أكثر نواب الرؤساء تأثيرا في تاريخ الولايات المتحدة، إذ كان القوة الدافعة خلف قرارات مصيرية، أبرزها الحرب على العراق وأفغانستان، في إطار ما عُرف بـ"الحرب على الإرهاب" عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ورغم أن منصب نائب الرئيس غالبا ما يُنظر إليه على أنه رمزي، فإن تشيني أعاد تعريفه، إذ شكّل مركز قوة مستقلا داخل الإدارة وكان شديد التأثير من وراء الكواليس، كما سعى لتوسيع صلاحيات الرئاسة بحيث يكون الرئيس قادرا على العمل من دون قيود كثيرة من المشرعين والسلطة القضائية، ولا سيما في وقت الحرب.
ودافع تشيني عن أدوات استثنائية للمراقبة والاحتجاز والاستجواب بما في ذلك أساليب اعتُبرت لاحقا "تعذيبا"، مثل الإيهام بالغرق والحرمان من النوم.
ولد تشيني في ولاية نبراسكا عام 1941، ودرس في جامعة ييل قبل أن ينتقل إلى جامعة ويومينغ. وبدأ مسيرته السياسية عضوا في الكونغرس، ثم تولى وزارة الدفاع عام 1989 في عهد الرئيس جورج بوش الأب، وأشرف على قيادة التحالف الدولي لطرد القوات العراقية من الكويت عام 1991.
وفي عام 1995، تولى رئاسة شركة "هاليبورتون" النفطية، التي حققت أرباحا كبيرة خلال غزو العراق، ما أثار انتقادات واسعة بشأن تضارب المصالح.
وخلال فترة توليه منصب نائب الرئيس، كان تشيني من أبرز مروّجي نظرية امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهي المزاعم التي ساهمت في تعبئة الرأي العام الأميركي والدولي لصالح الحرب، قبل أن يتضح لاحقا عدم وجود أدلة على تلك الأسلحة.
إعلان
وفي السنوات الأخيرة، فاجأ تشيني الأوساط السياسية بإعلانه دعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات 2024 رغم أنه كان جمهوري التوجه، معتبرا أن دونالد ترامب "يشكل تهديدا غير مسبوق للجمهورية الأميركية" وغير مؤهل لتولي الرئاسة، داعيا إلى تغليب مصلحة البلاد على الانقسامات الحزبية دفاعا عن الدستور.
ونعى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش نائبه السابق قائلا إنه "كان من بين أفضل من خدموا الولايات المتحدة من أبناء جيله"، مشيدا بنزاهته ووطنيته وذكائه وجديته في كل المناصب التي شغلها.
وتبقى سيرة ديك تشيني مرتبطة بقرارات مفصلية غيّرت وجه المنطقة والعالم، أبرزها غزو العراق، الذي لا يزال يُعد من أكثر الحروب إثارة للجدل في التاريخ الأميركي الحديث.

0 تعليق