تأهل النادي الفيصلي بشق الأنفس إلى دور الثمانية من بطولة كأس الأردن، بعد أن نجح في تجاوز عقبة منافسه العنيد، نادي السرحان، بفارق ركلات الترجيح ، عقب نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السبي (0-0).
ورغم بطاقة العبور، إلا أن الأداء الذي قدمه "الزعيم" على أرض الملعب دق أجراس إنذار حقيقية، في مواجهة تعد، وباعتراف المتابعين، "الأسوأ" للفريق تحت قيادة المدرب الحالي دينيس كوريتش منذ توليه المهمة.
أداء باهت.. وعقم هجومي
على مدار تسعين دقيقة، فشل الفيصلي في فرض إيقاعه أو ترجمة سيطرته الميدانية إلى خطورة حقيقية على مرمى السرحان. بدا الفريق تائها وعانى من "غياب واضح للحضور الذهني والفني من أغلب اللاعبين"، حسبما أشار المحللون.
افتقد الفريق للحلول الهجومية، وبدا نسق اللعب بطيئا ومتوقعا، مما سهل المهمة على دفاعات السرحان المنظمة. هذه المباراة أثبتت مجددا أن مباريات الكأس لا تعترف بالأسماء أو بفوارق الإمكانيات على الورق، وأنها دائما ما تحمل في طياتها المفاجآت، وهو ما كاد السرحان أن يفعله.
السرحان.. تكتيك مميز وعقلية أضاعت الفوز
في المقابل، قدم مدرب نادي سما السرحان، إبراهيم حلمي، مباراة تكتيكية "مميزة جدا"، ونجح في قراءة خصمه بامتياز. أغلق حلمي المساحات أمام مفاتيح لعب الفيصلي، وفرض رقابة لصيقة، وحرم "الزعيم" من الوصول إلى مرماه.
لكن، يؤخذ على لاعبي السرحان عدم استغلالهم للفرصة التاريخية التي سنحت لهم. فبدلا من محاولة خطف هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، ومباغتة الفيصلي المرتبك، لجأ اللاعبون إلى "إضاعة الوقت" بشكل مبالغ فيه، طمعا في الوصول إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للخصم في النهاية.
وأشار النقاد إلى أن هذه "العقلية" (عقلية الاكتفاء بالتعادل أمام الفرق الكبرى بدلا من محاولة الفوز) هي "من العقليات الصعبة التغيير في كرتنا المحلية"، والتي أضاعت على السرحان فرصة تحقيق نتيجة ربما كانت ستكون مختلفة لو تحلوا بجرأة أكبر.
درس لـ "كوريتش" وتجنب "ذكرى سحاب"
في النهاية، هي "مباراة صعبة بالنسبة للفيصلي، الذي حقق الأهم وهو التأهل. لكنها يجب أن تكون درسا حقيقيا للمدرب دينيس كوريتش ولاعبيه.
ويعتبر الشوط الذي قدمه الفريق اليوم هو "الأسوأ" للمدرب الكرواتي مع الفيصلي، ويجب عليه التدارك سريعا لتجنب تكرار "ذكرى مباراة سحاب" الشهيرة في موسم المدرب أحمد هايل، والتي أطاحت بالفريق من البطولة في سيناريو مشابه.
ويرى المتابعون أن الحلول كانت متاحة، وأن الجهاز الفني تأخر في التعامل مع المباراة. فالحل يبدأ "بتسريع نسق اللعب والانتقال الهجومي بشكل أفضل"، مع ضرورة إجراء تبديلات مبكرة بين الشوطين، مثل "إشراك بشار ذيابات وعارف الحلاق" بدلا من الثنائي (العطار وأجاغون) الذي لم يقدم المردود المنتظر، لضخ دماء جديدة وتغيير شكل الفريق الهجومي.

0 تعليق