Published On 5/11/20255/11/2025
|آخر تحديث: 23:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 23:59 (توقيت مكة)
قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إن قوات الدعم السريع لا يمكنها فرض سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، موضحا أن مزاعمهم بالسيطرة هي "وهْم" وسيطرة "لا معنى لها"، فكيف يسيطرون على مدينة أصبحت شبه فارغة قتلوا أهلها بدم بارد ودفنوا الناس أحياء وقتلوا النساء والأطفال والشيوخ.
وأكد -في لقاء خاص مع الجزيرة- أن مسألة السيطرة تحتاج إلى شرعية دولية أو اعتراف داخلي وإقليمي ودولي، أما هذه "العصابات المسلحة" و"المليشيات" فلا تمتلك أيا منهما.
ورفض رئيس الحكومة السوداني إطلاق مصطلح "قوات الدعم السريع" عليهم، معتبرا أن هذا التعبير نشأ في البداية في سياق قانوني حين كانت تابعة لقوات الجيش السوداني، ومن ثم تم حلها في إطار قانوني أيضا، وقال إن من يحارب الحكومة السودانية الآن هم "مجموعة من المرتزقة والمليشيات المتمردة".
وأضاف أن "هؤلاء المتمردين والمرتزقة ضربوا بقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن عرض الحائط" حين انقلبوا على مناطق السلطة التي كانوا مُؤتمنين عليها لحراستها في البداية.
وفيما يتعلق بتراجع الجيش السوداني من الفاشر، وصف إدريس الأمر بأنه "انسحاب تكتيكي" ورفض وصف الأمر بالتراجع الذي يعني الهزيمة وفق المصطلحات العسكرية، وهو الأمر الذي لم يحدث بل إن انسحاب قوات السودان أمر طبيعي يحدث وفق خطة عسكرية للعودة مرة أخرى لساحة القتال.
وأبدى إدريس تفاؤله بقدرة الجيش السوداني على إخماد هذه الحرب وإعادة الاستحواذ مرة أخرى على الفاشر.
لافتا إلى نجاح سابق حققه التحالف الشعبي مع القوات المسلحة في طرد "هذه المليشيات والعصابات من كل مواقع رسمية كانت استولت عليها من قبل".
وفي سياق آخر نفى رئيس الحكومة وجود مجاعة ببلاده، وقال إنه "لا توجد مجاعة في السودان" وهذه أكذوبة استخدمها أعداء الوطن وسلاح قصدوا به إضعاف السودان وإضعاف الأمة، مؤكدا أن الدولة السودانية تعمل ليل نهار لدعم الأمن الغذائي في السودان.
إعلان
كما أكد على وجود مناصرة ومؤازرة شعبية بين كل الأسر وداخل المجتمع حتى "لا يجوع أي إنسان في أي منطقة في هذا الوطن الكبير"، إلا أنه لم ينكر وجود جهود وإمدادات أممية لدعم الغذاء.
أما فيما يخص المحادثات الأخيرة بين السودان وواشنطن، فوصف العلاقات بين البلدين بالتاريخية، وأن زيارة وفد سوداني برئاسة وزير الخارجية مؤخرا إلى واشنطن تأتي في إطار التشاور والتنسيق في كافة القضايا العالمية والإقليمية وكذلك من أجل مشاريع منتجة مستقبلية بين البلدين.
واستهجن إدريس عدم اتخاذ المجتمع الدولي مواقف حاسمة ضد من أسماها مليشيات ترتكب إبادة جماعية في السودان، مطالبا بوصف هذه الجماعات بالإرهابية، وشدد على أن السودان بجهود وعقول أبنائه وجيشه قادر على الدفاع عن أرضه وسيادته واستقراره، رافضا كل محاولات تقسيم السودان.
وقال إدريس إن الحرب فُرضت على بلاده، وإن السودان قادر على صدها، محذرا في الوقت ذاته من خطورة ما يجري في السودان على أمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين.
وخاطب المجتمع الدولي والإقليمي قائلا "السودان مجرد محطة وإن لم تُهزم هذه المليشيات فالكرة قادمة لا محالة على عدد من دول أفريقيا أخرى بل ودول العالم".
وفي تصوره لإنهاء الحرب ببلاده دعا لوضع خارطة طريق واضحة تقوم على نزع السلاح، وأن تسلم هذه المليشيات أسلحتها ثم تسكن في معسكرات محددة، مؤكدا استعداد الحكومة السودانية لتقبّل أي رقابة دولية في هذه الخطة الثلاثية لإحلال السلام في السودان.

0 تعليق