سجلت أسعار العقود الفورية للذهب مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعا طفيفا خلال التداولات المبكرة الخميس، مما يعكس حالة من التماسك الحذر في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا الارتفاع المحدود بعد أن استقر المعدن الثمين ضمن نطاق سعري ضيق في الجلسة السابقة، حيث أظهرت بيانات الأسعار الحية (FX) أن سعر أونصة الذهب الفورية بلغ 3,984.39 دولارا أمريكيا.
قراءة في الأداء السعري والتحرك الحذر
يعكس هذا المستوى السعري ارتفاعا اسميا محدودا، حيث بلغ قدر الزيادة 5.16 دولارات مقارنة بسعر الإغلاق السابق. هذه الزيادة تمثل نسبة ضئيلة بلغت +0.13% خلال هذه الفترة المبكرة.
ويشير هذا الارتفاع الذي يقل عن ربع نقطة مئوية إلى وجود حالة واضحة من الحذر والترقب تسيطر على المتعاملين؛ حيث يميل المشترون إلى الدفاع عن المستويات الحالية القوية دون الدخول بقوة شرائية كبيرة يمكن أن تدفع الأسعار للاختراق الحاسم.
وفي تحليل أعمق لحركة السوق اليومية، كشفت البيانات أن الأسعار تذبذبت ضمن نطاق سعري محدد. حيث بلغ الحد الأدنى اليومي المسجل 3,964.66 دولارا، بينما وصل الحد الأعلى إلى 3,985.35 دولارا.
هذا التذبذب يشير إلى معركة مستمرة بين قوى الشراء التي تدعم الذهب كملاذ آمن، وقوى البيع التي تستغل أي مكاسب لتحقيق الأرباح.
مؤشرات فنية: الذهب يتمركز قرب القمة اليومية
تظهر المراقبة الفنية أن "تداول السعر الحالي" (3,984.39 دولارا) يقع في الجزء العلوي للغاية من هذا المدى اليومي المذكور، بل إنه يقترب بشدة من الحد الأعلى المسجل (3,985.35 دولارا).
هذه النقطة الفنية الدقيقة تشير إلى أن قوة الشراء كانت هي الغالبة في هذه الساعات المبكرة من التداول، وأن السوق يحاول جاهدا الحفاظ على مكاسبه الطفيفة وتجنب الانزلاق نحو أدنى مستوياته المسجلة، وهو ما يعكس دفاعا ناجحا عن منطقة الدعم.
التحدي الأكبر: اختراق حاجز الـ 4000 دولار
على الرغم من التماسك الواضح الذي يظهره الذهب حاليا بصفته ملاذا آمنا، إلا أنه لا يزال بعيدا عن تجاوز مستوى المقاومة النفسي والتاريخي الهام عند 4000 دولار للأونصة.
ويضع تسجيله لهذه المستويات الحالية أمامه تحدي اختراق هذا الحاجز مجددا.
هذا الاختراق لن يكون سهلا، بل "سيتطلب زخما شرائيا قويا قادما من الأسواق الأوروبية والأمريكية" في وقت لاحق من اليوم، مدعوما بتوقعات تيسير نقدي محتمل أو تزايد للتوترات الإقليمية.
ويظل الذهب شديد الحساسية لأي تقارير جديدة تصدر عالميا؛ فهو يتفاعل بسرعة مع تغيرات معدلات التضخم، أو تحركات الدولار الأمريكي (الذي يسعر به)، أو التطورات في ملفات التوترات الإقليمية.
ولذلك، فإن استمرار ارتفاعه سيتوقف على مدى تأكيد توقعات السوق لـ "تيسير نقدي محتمل في المستقبل القريب".

0 تعليق