تحقيق يكشف تمويل شركة "إكسون" حملات تضليل مناخي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أفاد تحقيق جديد أن شركة النفط الأميركية العملاقة "إكسون موبيل" قد مولت مراكز أبحاث لنشر إنكار تغير المناخ في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، حيث كشفت مئات الوثائق عن حملة منسقة لجعل الجنوب العالمي "أقل ميلاً" لدعم عملية معاهدة المناخ التي تقودها الأمم المتحدة.

وتتضمن الوثائق غير المنشورة سابقًا نسخا من الشيكات الفعلية التي أرسلتها إكسون، مأخوذة من وثائق داخلية لسنوات من المراسلات بين شركة الوقود الأحفوري التي مقرها تكساس وأطلس نتوورك، (شبكة أطلس، وهي تحالف مقره الولايات المتحدة يضم أكثر من 500 مؤسسة فكرية مؤيدة للسوق الحرة، وشركاء آخرين) في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وبحسب التحقيق -الذي نشره موقع التحقيقات المناخية "دي سموغ" (DeSmog)- ساعدت الأموال التي أرسلتها إكسون إلى الشبكة في تمويل الترجمات الإسبانية والصينية للكتب الإنجليزية التي تنكر حقيقة تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية.

كما تتضمن أيضا تنظيم رحلات جوية إلى مدن في أميركا اللاتينية لمنكري تغير المناخ الأميركيين، والتسهيلات التي سمحت لهؤلاء المنكرين بالوصول إلى وسائل الإعلام المحلية والتواصل مع السياسيين للتأثير عليهم.

وأوضحت "أطلس نتوورك" -في مراسلاتها مع الشركة- أن الهدف إقناع العالم النامي بـ"الآثار السلبية لمعاهدات المناخ الدولية". واعتبرت أن "هذا الاستثمار في السياسات العامة الموجهة نحو السوق يشكل مفتاحا حيويا لازدهارنا ورفاهيتنا في المستقبل، واستمرار العائدات القوية لمستثمري إكسون".

Channahon, Illinois, USA- June 7 2022: ExxonMobil Joliet refinery ; Shutterstock ID 2199953023; purchase_order: aljazeera ; job: ; client: ; other:
شركة إكسون لم تستجب لطلبات التعليق على مزاعم وردت بالتحقيق الاستقصائي (شترستوك)

إثارة الشكوك

وحسب صحيفة غارديان البريطانية، قال آدم وينبر المتحدث باسم "أطلس نتوورك" -عندما سُئل عن هذه الوثيقة وغيرها- إن هذه الأسئلة تتعلق بمذكرات ومواد صاغها موظفون سابقون منذ أكثر من ربع قرن، موجهة إلى شركة "لم تكن قط مانحة مهمة لمنظمتنا، ولم تكن في الواقع مانحة على الإطلاق منذ ما يقرب من عقدين من الزمن".

إعلان

وقد جرت هذه المراسلات -التي حصل عليها موقع التحقيقات المناخية "دي سموغ" أواخر تسعينيات القرن العشرين وأوائل العقد الأول من القرن 21.

وفي حين لم تستجب إكسون لطلبات التعليق -حسب التحقيق- قال كارلوس ميلاني أستاذ العلاقات الدولية بمعهد الدراسات الاجتماعية والسياسية جامعة ولاية ريو دي جانيرو "إن للغلاف الجوي ذاكرة تاريخية عريقة فيما يتعلق بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وما حدث قبل 30 عامًا له أهمية بالغة".

ومن جهته، يؤكد كيرت ديفيز مدير التحقيقات الخاصة في "مركز سلامة المناخ" غير الربحي -وفق ما جاء في صحيفة غارديان- أن ما حدث أدى إلى إثارة الارتباك والشكوك حول تغير المناخ بين الدول النامية.

كما سعت إكسون وشبكة أطلس -حسب ديفيز- إلى القيام بذلك خلال اللحظات الأولى الحرجة من دبلوماسية المناخ، وإثارة الخطوط الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

وقال ديفيز "هذا تاريخٌ بشعٌ للغاية. يبدو أن إكسون تعتقد أنه إذا استطعنا جعل الدول النامية، وجميع الدول، تشكك في أن تغير المناخ يُمثل أزمة، فلن تكون هناك معاهدة عالمية بشأن المناخ أبدًا".

A policeman is seen at West Qurna-1 oil field, which is operated by ExxonMobil, in Basra
إكسون سعت إلى التقليل من أهمية تأثير انبعاثات الوقود الأحفوري على التغير المناخي (رويترز)

تمويل وتأثير

ويشير التحقيق إلى أنه طوال تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن 21، ساعدت إكسون في تمويل وقيادة مجموعة من المنظمات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا والتي سعت إلى تشويه سمعة علم المناخ، ومنع مشاركة واشنطن في معاهدة المناخ التي تقودها الأمم المتحدة، وهي الحملة التي أصبحت موضوع عشرات الدعاوى القضائية التي تتهم الشركة بالكذب على الجمهور بشأن حالة الطوارئ المناخية.

وحسب التحقيق، كانت إكسون بحلول عام 1997 "مرتاحةً للدعم الذي نقدمه للمنظمات الأميركية وللقضايا المتعلقة بالولايات المتحدة". وطلبت من "أطلس نتوورك" المساعدة "في رعاية مراكز أبحاث السوق الحرة خارج الولايات المتحدة" وخاصةً في آسيا والاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا وأميركا اللاتينية.

وتشير الوثائق إلى أن إكسون أرسلت العام التالي شيكا بقيمة 50 ألف دولار إلى "أطلس نتوورك" والذي يُعادل اليوم حوالي 100 ألف دولار. وكان هدف شركة النفط الأميركية "تنمية مجموعات دولية قادرة على التأثير على سياسات الحكومة".

وفي وقت لاحق، أفادت "أطلس نتوورك" أن شركاءها بأميركا اللاتينية أنتجوا ترجمة بالإسبانية لكتيب من تأليف فريد سينجر بعنوان "الحجة العلمية ضد معاهدة المناخ العالمية" والذي زعم أنه "لا يوجد دعم علمي كبير للتهديد العالمي المتمثل في الاحتباس الحراري".

كما شاركت مراكز فكرية مثل "مؤسسة الجمهورية لجيل جديد بالأرجنتين" و"المعهد الليبرالي بالبرازيل" في ندوات سبقت محادثات المناخ "كوب4" عام 1998 بالعاصمة الأرجنتينية، بمشاركة باتريك مايكلز أحد أكبر منكري المناخ بالولايات المتحدة والذي وصف تغير المناخ بأنه "هستيريا".

 وكانت "أطلس نتوورك" -حسب التحقيق- تهدف إلى تعريف مايكلز ومتحدثين أميركيين آخرين بـ"الوزراء والسياسيين وهيئات التحرير وقادة الأعمال".

إعلان

وقد ساعدت الشبكة في ترجمة كتيب سينجر إلى الصينية، فضلاً عن تنظيم اجتماعات بين مؤسسة بحثية مقرها الهند تسمى "معهد ليبرتي" ومجموعات يمينية أميركية شككت في الإجماع العلمي بشأن تغير المناخ، بما في ذلك مؤسسة هيريتيج (The Heritage Foundation) ومعهد كاتو (The Cato Institute) بالولايات المتحدة.

وفي رسالةٍ مُلخّصةٍ إلى الجهة المانحة عام 1998، ذكرت الشبكة من أنشطتها "القليل من هذه الإنجازات ما كان ليُحقّق لولا المساعدة المالية السخية من شركة إكسون" مؤكدة أن الشركة لا ترغب في الظهور علنًا كممول.

وكتبت "أطلس نتوورك" في ملاحظاتها -التي لخصت فيها اجتماعا مع المسؤولين التنفيذيين لدى إكسون عام 2000- أن النهج كان وراء الكواليس "ولم تسعَ عمدا إلى الحصول على إشادة عامة لجهودها. الهدف هو المساعدة، ولكن دون أن يُعرف أن تلك المساعدة جاءت من قبلنا".

0 تعليق