في واقعة تسلط الضوء مجددا على مخاطر "الثقة المفرطة" بالذكاء الاصطناعي، ألقت نجمة الواقع الأميركية، كيم كارداشيان، باللوم على "شات جي بي تي" بعد كشفها عن رسوبها في بعض اختبارات القانون.
وأوضحت كارداشيان، التي تتابع دراستها القانونية منذ سنوات، أنها اعتمدت على إجابات غير دقيقة قدمها لها المساعد الذكي أثناء التحضير للاختبارات.
جاء هذا الاعتراف خلال مقابلة مصورة بالفيديو مع مجلة "Vanity Fair"، خضعت فيها النجمة لاختبار كشف الكذب. وقالت إنها استخدمت "شات جي بي تي" أثناء المذاكرة والاختبارات، لكنها اكتشفت لاحقا أن "كثيرا من المعلومات التي اعتمدت عليها كانت خاطئة".
تزامن مع شائعة "حظر النصائح القانونية"
جاءت تصريحات كارداشيان المثيرة في وقت انتشرت فيه شائعات على الإنترنت تقول إن شركة "أوبن إيه آي"، المطورة لـ "شات جي بي تي"، قد أوقفت قدرة نموذجها الذكي على تقديم أي نصائح قانونية أو طبية.
لكن الشركة سارعت إلى نفي هذه المزاعم. وأوضحت "أوبن إيه آي" أن الشروط التي أشير إليها في اتفاقية الاستخدام ليست جديدة على الإطلاق.
وأكدت الشركة أن الهدف من هذه الشروط هو فقط التأكيد على أن "شات جي بي تي" ليس بديلا عن الخبراء المرخصين في هذه المجالات الحساسة.
وفي هذا السياق، كتب كاران سينغال، المسؤول عن قطاع الذكاء الصحي في "أوبن إيه آي"، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن ما حدث كان مجرد "سوء فهم لبند قديم تمت إضافته منذ فترة". وأكد سينغال أن هذا البند "لا يتضمن أي قيود جديدة" على قدرة المستخدمين على طرح الأسئلة القانونية أو الطبية.
فخ "الثقة المفرطة" بالذكاء الاصطناعي
تسلط حادثة كارداشيان الضوء على مشكلة أصبحت شائعة بشكل متزايد بين مستخدمي نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي: الإفراط في الثقة بإجابات تبدو للوهلة الأولى دقيقة ومنسقة.
ويشير خبراء إلى أن الخطر لا يكمن فقط في أن هذه الإجابات قد تكون خاطئة أو "متخيلة" بالكامل من قبل النظام، بل في "الأسلوب الواثق" الذي يعرضها به "شات جي بي تي". هذا الأسلوب الواثق يجعل المستخدم يصدق المعلومات بسهولة دون تدقيق.
فبينما يمتلك "شات جي بي تي" قدرة ممتازة على تبسيط المفاهيم القانونية أو الطبية المعقدة وشرحها بلغة سهلة ومفهومة، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر رسمي أو كبديل للمختصين.
وتحذر المنصة نفسها مستخدميها من استخدام إجاباتها في مجالات تتطلب ترخيصا مهنيا، مثل المحاماة أو الطب.
تظهر قصة كيم كارداشيان أن الثروة أو الشهرة لا تحمي أحدا من أخطاء الذكاء الاصطناعي. فحتى المستخدمون الذين يفترض أنهم متمرسون قد يقعون في فخ الثقة المطلقة بالتقنية. وهو ما يجعل من الضروري التحقق دائما من المعلومات قبل اعتمادها، خاصة في القضايا القانونية أو الصحية التي لا تحتمل أي هامش للخطأ.

0 تعليق