ابنة عكا لطفية دلال تروي لـرؤيا مأساة استشهاد طفلها وأمها في الطائرة الليبية عام 1973
السيدة التي عمرها بعمر النكبة تكشف تفاصيل الجريمة: أربع طائرات فانتوم إسرائيلية قصفت الطائرة المدنية بالنابالم فوق سيناء.. وابني دفن في بنغازي وأمي في مصر
في واحدة من المقابلات الإنسانية العميقة، استضاف برنامج حلوة يا دنيا" عبر قناة رؤيا، السيدة لطفية دلال، ابنة مدينة عكا الفلسطينية المولودة عام النكبة 1948.
استعادت السيدة دلال تفاصيل مأساة مؤلمة تعود لـ 52 عاما مضت، حين قصف الاحتلال الإسرائيلي طائرة ركاب مدنية ليبية فوق صحراء سيناء، مما أدى إلى استشهاد طفلها الرضيع ووالدتها.
تحدثت دلال عن الحادثة التي وقعت في 21 شباط فبراير 1973، حين أسقطت طائرة الخطوط الجوية الليبية المدنية أثناء رحلتها من طرابلس إلى القاهرة.
وأوضحت أنها كانت مقيمة في ليبيا آنذاك برفقة زوجها، فيما كانت والدتها القادمة من حلب تحمل طفلها الرضيع منهل، البالغ من العمر سبعة أشهر ونصف الشهر، إلى دمشق لرعايته مؤقتا.
وقالت بألم:قلت من حضني لحضن ماما، غير هيك لا.
وأضافت أن الطائرة كانت تقل ركابا مدنيين بالكامل، معظمهم من العرسان والمصريين العائدين إلى بلادهم.
وبينت دلال أن من بين ركاب الطائرة المنكوبة شخصيات عامة، منهم صالح مسعود أبو يصير، وزير الإعلام الاتحادي في دولة الاتحاد بين مصر وسوريا وليبيا، والإعلامية المصرية الشهيرة سلوى حجازي، مقدمة برامج الأطفال المعروفة بـماما سلوى.
وروت دلال التفاصيل المروعة: قبل وصولهم القاهرة صاروا رابطين الأحزمة. فجأة، دخلت أربع طائرات فانتوم إسرائيلية اخترقت الأجواء المصرية على ارتفاع منخفض لتفادي الرادارات، وأجبرت الطائرة الليبية على التوجه نحو سيناء، ثم قصفتها بالنابالم وسقطت هناك.
وأشارت إلى أن جميع الركاب استشهدوا، باستثناء اثنين نجوا بأعجوبة: مواطن أردني من عائلة الخليلي، ومساعد الطيار الليبي. وأكدت أن طفلها الشهيد "منهل" كان أصغر ركاب الطائرة وكان يحمل الجنسية الأردنية.
وأضافت: قبل سقوط الطائرة بدقائق، حسيت زي عود كبريت ولع بقلبي، نظرت للساعة كانت 3 إلا سبع، وبعدها عرفت إنه وقت سقوط الطيارة.
وأشارت إلى أن زوجها حاول إخفاء الخبر الفاجع عنها، وأخبرها بأن الطائرة مختطفة، لكنها قالت على الفور: «ابني وأمي بين إيدين عدوي، مستحيل ينكتب لهم النجاة».
وتابعت بأسى عميق: ابني دفن في بنغازي، وأمي في مصر، وما زلت أشعر أن روحي معلقة بينهما.
واختتمت السيدة لطفية دلال حديثها المؤثر بأن هذه المأساة جعلتها أكثر قوة وصبرا، مؤكدة: ما بكيتش على منهل بكاء ضعف، كتبت عنه شعر الصمود، مش البكائية... أنا بفهم صمود الأمهات الفلسطينيات اليوم لأني عشت وجعي مثلهن.

0 تعليق