20 عامًا على الأربعاء الأسود.. كيف حول الأردن تفجيرات عمّان لنهج شامل لمواجهة الإرهاب؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
المومني: الحرب على الإرهاب من وجهة نظر الأردن كانت ولا زالت "شاملة"فهي "أمنية وعسكرية المومني:"موقف الأردن من مكافحة الإرهاب "لم يكن مجرد رد فعل، بل هو نابع من فهمه العميق للإسلام الوسطي" المومني: المملكة كانت واضحة منذ عقود في رفضها لاستغلال الدين أو تشويه صورته المومني:" النهج الأردني الشامل والواضح "جعله في طليعة جهود مكافحة الارهاب"

يستحضر الأردنيون، يوم الأحد، بألم ممزوج بالصمود، الذكرى العشرين لواحدة من أقسى الليالي في تاريخهم الحديث،فعندما يعود التاريخ إلى التاسع من تشرين الثاني /نوفمبر 2005، تعود معه صور "تفجيرات عمان"، ذلك اليوم الذي بات يعرف بـ "الأربعاء

الأسود"، حين ضرب الإرهاب بغدر ثلاثة فنادق كبرى في قلب العاصمة.

مر عقدان من الزمن على تلك الهجمات الانتحارية الإرهابية التي هزت فنادق "الراديسون ساس" و "الجراند هايات" و "دايز إن"، مخلفة وراءها جرحا غائرا في الوجدان الوطني، أسفرت تلك الأعمال الوحشية عن ارتقاء 56 شهيدا وإصابة أكثر من 115

شخصا، كان معظمهم من الأردنيين الذين كانوا يحتفلون بحفل زفاف في إحدى القاعات.

وبعد مرور هذه السنين، يقف المشهد الوطني على ذات العهد، متمسكا بنبذ العنف والتطرف، وملتزما بالمبادئ الراسخة التي أرستها المملكة في مواجهتها الفكرية والأمنية لهذا الخطر.

ذكريات الألم.. وقصص الصمود

من موقع الحدث، حيث يقف فندق "الراديسون" اليوم محاطا بإجراءات أمنية مشددة، يروي أحد الناجين الذي كان يعمل موظف استقبال آنذاك، كيف تحولت قاعة الاحتفالات في ثوان من مكان للفرح إلى بركة من الدماء.

يقول بصوت خافت، وهو يشير إلى اللوحة التذكارية التي أقيمت لضحايا التفجير في بهو الفندق: "كنت أسمع صرخات النساء والأطفال، ثم ساد صمت مخيف".

لم تكن تلك الهجمات، التي تبناها تنظيم "القاعدة" في ذلك الوقت بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، مجرد عملية عابرة؛ بل كانت محاولة متعمدة لضرب استقرار الأردن، الدولة التي طالما اعتبرت واحة أمن في منطقة ملتهبة.

المواجهة الشاملة: من "الأربعاء الأسود" إلى "رسالة عمان"

لم يكن رد الفعل الأردني عاطفيا أو مؤقتا فقط. ففي الأيام التي تلت الكارثة، خرج الأردنيون بمسيرات عفوية حاشدة في شوارع عمان والزرقاء وإربد، يحملون لافتات تندد بالإرهاب وتؤكد على اللحمة الوطنية.

ولكن الرد الاستراتيجي كان أعمق وأشمل. فكما يؤكد وزير الاتصال الحكومي، الدكتور محمد المومني، فإن موقف الأردن من مكافحة الإرهاب "لم يكن مجرد رد فعل، بل هو نابع من فهمه العميق للإسلام الوسطي".

ويوضح المومني لرؤيا اخبار أن المملكة كانت واضحة منذ عقود في رفضها لاستغلال الدين أو تشويه صورته.

ولهذا، لم تكن مفاجئا أن يطلق جلالة الملك عبدالله الثاني في العام التالي للتفجيرات، وثيقة "رسالة عمان" التاريخية.

هذه الرسالة، التي وقع عليها مئات العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، لم تكن بيانا سياسيا، بل كانت تأصيلا فكريا ودينيا يهدف إلى تفكيك الخطاب المتطرف من جذوره، مؤكدة أن الإسلام الحقيقي يرفض قتل الأبرياء ويحرم الفتنة، انتشرت الرسالة عالميا، وترجمت إلى عشرات اللغات، وأصبحت مرجعا أساسيا في المناهج التعليمية الأردنية، لبناء مناعة فكرية ضد التطرف.

الحرب ذات الوجهين

يشدد المومني على أن الحرب على الإرهاب من وجهة نظر الأردن كانت ولا زالت "شاملة"؛ فهي "أمنية وعسكرية، وفي الوقت ذاته فكرية، ويرى أن هذا الشمول هو القادر الوحيد على التصدي الحقيقي لهذه الآفة.

وعلى الصعيد الأمني، كان "الأربعاء الأسود" نقطة تحول.

يؤكد مسؤول أمني سابق أن التفجيرات "حولت الدفاع إلى هجوم استباقي"فقد طور الأردن قدراته الاستخباراتية بشكل ملحوظ،أنشئت وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب، وزاد التعاون الدولي في تبادل المعلومات.

ولم يقتصر الجهد العسكري على الداخل؛ فقد شاركت المملكة بقوة في أي جهد دولي أو إقليمي لمحاربة التطرف والإرهاب، أيا كان مصدره،بما في ذلك العمليات ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

الهدف المستمر والصمود الدائم

يلفت المومني إلى أن هذا النهج الأردني الشامل والواضح "جعله في طليعة جهود مكافحة الارهاب"، فكانت تفجيرات عمان 2005، وكانت أيضا محاولات أخرى فاشلة لهذه التنظيمات،سواء في مرحلة "القاعدة" أو مرحلة "داعش"، وقد

نجحت الأجهزة الأمنية في إحباط العديد من المخططات، كما حدث في عام 2018 عندما أحبط مخطط لتفجير مراكز تجارية في عمان ومخططات أخرى كان أخرها مخطط للمساس بالأمن الوطني في نيسان 2025 .

وبعد عشرين عاما، يقف الأردن اليوم ليتذكر ضحاياه، ليس فقط كندبة في الذاكرة، بل كمحطة فارقة أثبتت صلابة الجبهة الداخلية وقدرة الدولة على الصمود.

في الذكرى العشرين، تتجدد رسالة الأردن بأنه لم ينكسر يوما، بل خرج أقوى، مسلحا بوعي فكري ممثل بـ "رسالة عمان"، وبقوة أمنية يقظة تعلم أن الحرب على التطرف مستمرة وتتطلب جاهزية دائمة.

0 تعليق