Published On 9/11/20259/11/2025
|آخر تحديث: 19:26 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:26 (توقيت مكة)
أثارت موافقة 75% من مساهمي شركة تسلا على منح إيلون ماسك حزمة أجور بقيمة تريليون دولار موجة من الجدل والانقسام على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول عدالة هذه الصفقة الاستثنائية وتبعاتها على الاقتصاد والمجتمع.
وجاءت هذه الموافقة خلال الاجتماع السنوي لشركة تسلا في مدينة أوستن بولاية تكساس، حيث احتفل ماسك -الذي يعد أصلا أغنى إنسان على سطح الكوكب بثروة تبلغ 482 مليار دولار- بحركاته البهلوانية الغريبة ورقص مع روبوته البشري وسط هتافات المساهمين باسمه.
وتجعل هذه الصفقة غير المسبوقة من ماسك أول تريليونير في العالم رسميا، إذ لم يصل أحد في التاريخ إلى حجم ثروته الفلكية الحالية، في خطوة تعكس الفجوة المتزايدة بين الأثرياء وبقية المجتمع في ظل النظام الرأسمالي العالمي.
ولوضع هذا الرقم المهول في سياقه، لو صرف ماسك 100 دولار في كل ثانية من التريليون دولار، لظل 317 عاما كاملة حتى ينفد المبلغ ويعلن إفلاسه، وهو ما يصعب على العقل البشري استيعابه بسهولة.
ويستطيع ماسك بهذا المبلغ شراء 333 ناطحة سحاب فاخرة، أو 2200 طائرة ركاب إيرباص ضخمة، أو 7150 طنا من الذهب -أي ضعف احتياطات الولايات المتحدة– بل ويمكنه شراء جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز والليغا الإسباني دفعة واحدة.
غير أن ماسك لن يحصل على دولارات نقدية في يده، بل سيحصد 25% من أسهم تسلا، أي مئات الملايين من الأسهم، وهذا سيضاعف أمواله المنتشرة في الأسواق المالية لتصل إلى تريليون دولار في صورة قيمة سوقية.
أهداف مجنونة
لكن هذه الصفقة مشروطة بتحقيق أهداف مجنونة خلال 10 سنوات، أهمها جمع أرباح بقيمة 400 مليار دولار، ورفع القيمة السوقية للشركة إلى 8.5 تريليونات دولار، إضافة إلى بيع 20 مليون سيارة تسلا ومليون روبوت بشري.
وهدد مجلس إدارة تسلا ماسك بالطرد نهائيا من الشركة إذا فشل في تحقيق الأهداف المتفق عليها، مؤكدين أنهم لن يتحملوا خسارته في حال عدم الوفاء بالالتزامات المحددة في عقد الصفقة التريليونية.
إعلان
ويواجه ماسك تحديات مرعبة لتحقيق هذه الأهداف، خاصة أن شركة تسلا تعاني حاليا من حالة تراجع، إذ انخفضت مبيعاتها وإنتاجها لأول مرة العام الماضي، في مؤشر يثير قلق المحللين والمستثمرين حول مستقبل الشركة.
وزاد الأمر تعقيدا أن أسهم تسلا انخفضت منذ الموافقة على حزمة أجور ماسك التريليونية بنسبة 3.6%، مما يعكس تخوفات السوق من قدرة الشركة على تحقيق الأهداف الطموحة المعلنة في الفترة المحددة.
ورصد برنامج شبكات (2025/11/9) جانبا من تعليقات المغردين بخصوص ثروة إيلون ماسك وهذه الصفقة، حيث كتب كريس:
إيلون لن يحصل على أي شيء إذا لم يزد عائدات تسلا بشكل كبير. ومن يعتقد أن إيلون سيحقق الأهداف الضخمة للغاية التي تؤهله للحصول على التريليون دولار كاملة على شكل أسهم، فعليه أن يشتري أكبر قدر ممكن من أسهم تسلا
بدوره، انتقد إسماعيل النظام الرأسمالي الذي يسمح بمثل هذه الثروات الفاحشة، مشيرا إلى الفجوة الاجتماعية المتزايدة في الولايات المتحدة. فغرد:
هذه نتيجة النظام الرأسمالي الذي لا روح له ولا أخلاق، ثروة شخص واحد فقط نحو 2 تريليون دولار …. وفي المقابل هناك 43 مليون أمريكي يقفون في طوابير طويلة يتسولون يوميا وجبة غذاء
أما فوريس فأكد على صعوبة تحقيق الشروط الموضوعة، مشيرا إلى أن معظم المحللين يعتبرونها مستحيلة التنفيذ. فكتب:
هناك معايير تشغيلية صارمة للغاية يجب تحقيقها من أجل الوصول إلى ذلك، ومعظمها سيُعتبر مستحيلا بالنسبة لأي مدير تنفيذي
في المقابل، دافعت شهد عن الصفقة من منظور ريادة الأعمال، واعتبرتها مخاطرة مشروعة مقابل نتائج استثنائية محتملة. فغردت:
هذي الصفقة توضح الفرق بين الموظفين ورواد الأعمال. الموظفون يبغون نتائج مضمونة، أما رواد الأعمال فيراهنون على مستقبل غير مؤكد. ماسك ممكن يفشل وما يحصل على شيء، أو ينجح ويصنع التاريخ
وتأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه صناعة السيارات الكهربائية منافسة شرسة من شركات صينية وأوروبية وأميركية، مما يزيد من التحديات التي تواجه ماسك في سعيه لتحقيق الأهداف الطموحة المرتبطة بصفقته التريليونية.
وتثير هذه الصفقة تساؤلات أوسع حول الفوارق الطبقية في العالم، وحدود تراكم الثروات الفردية، وتأثير ذلك على العدالة الاجتماعية والاقتصادية، في نقاش يتجاوز شخص ماسك ليطال النظام الاقتصادي العالمي بأسره.

0 تعليق