مَا هِيَ حَالَةُ عَدَمِ الاِسْتِقْرَارِ الجَوِّيِّ؟ دَلِيلٌ مُبَسَّطٌ لِفَهْمِ الأَمْطَارِ الرَّعْدِيَّةِ المُفَاجِئَةِوالسيول - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تحدث حالة  عندما تتوافر ثلاثة عوامل رئيسية فوق منطقة جغرافية معينة وفي نفس الوقت: هواء دافئ صاعد، وهواء بارد هابط، وتوافر الرطوبة.

يختلف مفهوم "حالة عدم الاستقرار الجوي" عن المنخفضات الجوية الكلاسيكية التي نعتاد عليها. فبينما تعتمد المنخفضات على أنظمة ضغط جوي منخفض واسعة النطاق، تنشأ حالات عدم الاستقرار نتيجة لتفاعلات معينة وسريعة في طبقات الجو العمودية.

كيف تتشكل حالة عدم الاستقرار؟

تبدأ العملية بطريقة مختلفة؛ فهي تحدث عندما تتوافر ثلاثة عوامل رئيسية فوق منطقة جغرافية معينة وفي نفس الوقت:

هواء دافئ صاعد: تبدأ كتل من الهواء الدافئ بالصعود من طبقات الجو السفلى (القريبة من سطح الأرض). هواء بارد هابط: يتلاقى هذا الهواء الدافئ الصاعد مع هواء بارد يهبط من طبقات الجو العليا. توافر الرطوبة: يجب أن يتزامن هذا التلاقي مع وجود كميات كافية من الرطوبة (بخار الماء) في الغلاف الجوي.

ماذا ينتج عن هذا التلاقي؟

هذا "الصراع" بين الهواء الدافئ الصاعد والبارد الهابط، بوجود الرطوبة، يؤدي إلى تشكل نوع محدد من السحب يعرف بـ "السحب الركامية" (Cumulonimbus).

تتميز هذه السحب بأنها لا تنتشر أفقيا، بل "تنمو بشكل رأسي" إلى طبقات الجو العليا، فتزداد سماكتها بشكل كبير وسريع، مشكلة ما يشبه "الأبراج" العملاقة من السحب.

ما هي الظواهر الجوية المرافقة؟

نظرا لقوة هذه العملية والطاقة الكبيرة الموجودة داخل السحب الركامية، فإن حالة عدم الاستقرار الجوي يترافق معها عادة عدة ظواهر جوية قوية ومفاجئة، وهي:

العواصف الرعدية: قد تكون قوية جدا، مصحوبة ببرق ورعد كثيفين. هطول أمطار غزيرة: غالبا ما تكون هذه الأمطار "غزيرة في فترة زمنية قصيرة"، وهذا هو السبب الرئيسي لتشكل السيول المفاجئة. الرياح الهابطة (Downdraft): وهي تيارات هواء قوية تندفع من قلب السحابة نحو الأرض مباشرة. العواصف الرملية: قد تثير الرياح الهابطة الشديدة موجات من الغبار والعواصف الرملية في المناطق الصحراوية. هطول زخات من البرد: قد يكون حجم حبات البرد كبيرا في بعض الأحيان، مما قد يتسبب ببعض الأضرار للمزروعات والممتلكات.

وكانت آخر تحليلات مركز "طقس العرب"، يوم الثلاثاء، أشارت إلى أن الأردن على أعتاب تغير جوي جذري مرتقب، يتوقع أن يبدأ تأثيره الفعلي خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي.

وأوضح التقرير أن الأجواء المستقرة ستسود يومي الثلاثاء والأربعاء، لكنها ستكون مصحوبة بانخفاض متتال على درجات الحرارة مقارنة بما كان عليه الحال في الأيام الماضية، ليكون هذا الاستقرار بمثابة هدوء ي Cما قبل حالة عدم الاستقرار المرتقبة.


حالة عدم استقرار وتحذير من السيول

وتظهر الخرائط الجوية أن أحوالا جوية غير مستقرة ستنشأ فوق المملكة مع نهاية الأسبوع، مما يرفع فرص هطول الأمطار الرعدية في مناطق عدة.

وتكمن الخطورة، وفقا للتحليلات، في أن هذه الأمطار قد تكون غزيرة "في نطاقات جغرافية ضيقة وعشوائية". هذه الخاصية ترفع من مخاطر تشكل "السيول المفاجئة" و "السيول المنقولة"، وخصوصا في المناطق المنخفضة، بما فيها منطقة الأغوار والبحر الميت.

التسلسل الزمني للحالة الجوية

ووضع المركز تسلسلا زمنيا للتغيرات المرتقبة على النحو التالي:

الأربعاء: يتوقع حدوث انخفاض على درجات الحرارة، لتسود أجواء لطيفة إلى معتدلة نهارا، وتعود لتصبح باردة نسبيا أثناء الليل في المدن، بينما تظل مائلة للحرارة في الأغوار والعقبة. الخميس: تستمر الأجواء اللطيفة والمعتدلة نهارا، مع ظهور كميات من السحب المتوسطة والعالية. ومع ساعات الليل، يحتمل هطول زخات متفرقة من المطر في مناطق محدودة. الجمعة: تبدأ الأحوال الجوية غير المستقرة بالتأثير بشكل واضح. يتوقع هطول زخات رعدية من المطر في أجزاء عدة من المملكة، تشمل بشكل خاص منطقة البحر الميت والأغوار والجبال المجاورة لها، مما يرفع من احتمالية تشكل السيول وجريان الأودية والشعاب. السبت: يتواصل تأثير حالة عدم الاستقرار الجوي على العديد من مناطق المملكة، مع استمرار فرص هطول الزخات الرعدية من المطر على أجزاء متفرقة.

توصية هامة بإلغاء الرحلات

وبناء على هذه المعطيات، ونظرا للتوقعات الجوية التي تشير إلى احتمالية هطول أمطار رعدية غزيرة قد تؤدي إلى تشكل السيول وارتفاع منسوب المياه، أصدر مركز "طقس العرب" توصية مهمة.

ويوصي المركز بـ "إلغاء كافة الرحلات والأنشطة الخارجية" في جميع مناطق المملكة، وخصوصا في مناطق الأغوار والبحر الميت، وذلك اعتبارا من نهاية الأسبوع وحتى انتهاء تأثير الحالة الجوية غير المستقرة.

0 تعليق