Published On 11/11/202511/11/2025
|آخر تحديث: 21:19 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:19 (توقيت مكة)
تعد التنمية الاجتماعية قوة دافعة أساسية لتعزيز تقدم البشرية. ومؤخرا، شهد المجتمع الدولي حدثين كبيرين يسهمان في دفع عجلة التنمية إلى الأمام:
أولا، عقد مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تم اعتماد "إعلان الدوحة السياسي"، وتعهد بالعمل المشترك لتعزيز التنمية الاجتماعية.
ثانيا، خلال الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول، عقدت الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في بكين، حيث تم اعتماد "مقترحات اللجنة المركزية للحزب بشأن صياغة الخطة الخمسية الـ15 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية" (يشار إليه فيما بعد بالمقترحات)، بما يضع التصميم الأعلى والرؤية الإستراتيجية للتنمية الصينية في السنوات الخمس المقبلة.
إن التنمية هي الأساس والمفتاح لحل جميع المشاكل لدول العالم. خلال أكثر من أربعين عاما، خلقت الصين معجزتين بارزتين: النمو الاقتصادي السريع، والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، مما يمكنها من تراكم خبرات تنموية غنية. والخبرة المهمة من بينها وضع الخطط الخمسية بشكل العلمي وتنفيذها بشكل متواصل.
وتعد "المقترحات" هي المبدأ التوجيهي لوضع الخطة الخمسية الخامسة عشرة، كما أنها إرشاد مهم للتنمية الصينية في السنوات الخمس القادمة. ويمكن القول إن "المقترحات" و"إعلان الدوحة السياسي" يشتركان في هدف واحد، وهو دفع التنمية الجديدة للمجتمع البشري، ولديهما أهداف عظيمة وأهمية كبيرة.
إن وضع الخطط المتوسطة وطويلة المدى لتوجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هو أحد الأساليب المهمة التي يتخذها الحزب الشيوعي الصيني للإدارة والحكم.
وقد أثبتت الممارسات أن هذا يعد خبرة ناجحة للتنمية. خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، تجاوز إجمالي الناتج المحلي الصيني 110 تريليونات يوان، ثم 120 تريليون يوان، و130 تريليون يوان، ومن المتوقع أنه سيصل في هذا العام إلى نحو 140 تريليون يوان (ما يعادل قرابة 20 تريليون دولار أميركي).
ويبقى متوسط المساهمة السنوية للصين في نمو الاقتصاد العالمي نحو 30%، كما دخلت ضمن المراتب العشر الأولى في مؤشر الابتكار العالمي، وأصبحت الصين من أسرع الاقتصادات تطورا في قدرات الابتكار خلال أكثر من 10 سنوات.
إعلان
وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين من 10 آلاف و632 دولارا في عام 2020 إلى 13 ألفا و445 دولارا في عام 2024، متجاوزا 13 ألف دولار لسنتين متتاليتين، لتحتل بذلك مكانة متقدمة بين الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى.
في مواجهة السنوات الخمس القادمة، تشهد البيئة التنموية الصينية تغيرات عميقة ومعقدة، إذ تتعايش الفرص الإستراتيجية مع المخاطر والتحديات، ويزداد عدم اليقين والعوامل غير المتوقعة.
ومع ذلك، فإن أساس الاقتصاد الصيني مستقر، ومزاياه كثيرة، ومرونته قوية، وإمكاناته كبيرة، ولم تتغير العوامل الداعمة والاتجاهات الأساسية التي تشير إلى النمو طويل الأمد. كما تزداد بروزا مزايا نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وسوقها الضخم، ونظامها الصناعي الكامل، ومواردها البشرية الغنية.
في هذا السياق، طرحت "المقترحات" أنه بحلول عام 2035، سيصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين إلى مستوى الدول المتقدمة متوسطة المستوى، وهو مؤشر مهم على تحقيق التحديث الاشتراكي في الصين بشكل أساسي.
لذلك، حددت "المقترحات" الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية خلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، وتشمل ما يلي:
تحقيق نتائج بارزة في التنمية عالية الجودة، والحفاظ على النمو الاقتصادي في نطاق معقول؛ رفع مستوى الاكتفاء الذاتي العلمي والتكنولوجي بشكل كبير. وتعزيز الكفاءة العامة لنظام الابتكار الوطني بشكل ملحوظ؛ تحقيق اختراقات جديدة في تعزيز تعميق الإصلاح بشكل الشامل. ودفع تحديث نظام حوكمة الدولة وقدرة الحوكمة بشكل معمق؛ رفع مستوى الحضارة الاجتماعية. وتعزيز الثقة الثقافية بشكل متزايد؛ تحسين جودة حياة الشعب باستمرار، وتحقيق تقدم جديد في التوظيف الكافي والعالي الجودة؛ إحراز تقدم كبير جديد في بناء "الصين الجميلة"، وتشكيل نمط حياة وإنتاج أخضر بشكل أولي؛ وتعزيز الحاجز الأمني الوطني بشكل أقوى، ودفع بناء "الصين الآمنة" على مستوى أعلى بفاعلية.إن تنمية الصين ترتبط ارتباطا وثيقا بتنمية دول العالم، فهي تنمية منفتحة وتعاونية. طرحت "المقترحات" أن الصين ستواصل توسيع انفتاحها المؤسسي بثبات، وتحافظ على نظام التجارة متعدد الأطراف، وتوسع الدورة الاقتصادية الدولية، وتستخدم الانفتاح لتعزيز الإصلاح والتنمية، لتقاسم الفرص وتحقيق التنمية المشتركة مع مختلف دول العالم.
كما ستعمل الصين على دفع البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" بالجودة العالية، وتعزيز مواءمة الإستراتيجيات مع الدول المشاركة، وتقوية الإدارة الشاملة لتخطيط التعاون، وتعميق التعاون العملي في التجارة والاستثمار والصناعة والثقافة، وتوسيع مجالات التعاون الجديدة في التنمية الخضراء، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، والصحة، والسياحة، والزراعة وغيرها من المجالات.
تعيش البشرية على نفس كوكب الأرض، وتشترك في المستقبل، والعالم هو بيت واحد. طرحت "المقترحات" أن الصين تدعو إلى تعددية الأطراف القائمة على المساواة والنظام في العالم وعولمة اقتصادية شاملة والصالحة للجميع؛ وتوسيع شبكة الشراكات العالمية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الحوكمة العالمية؛ رفض سلوك الهيمنة والتنمر بشكل قاطع، والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين، وحماية المصالح المشتركة لشعوب مختلف دول، ودفع بناء عالم يسوده السلام الدائم، والأمن الشامل، والازدهار المشترك، والانفتاح والتسامح، والنظافة والجمال، بما يقدم المساهمات الصينية في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
إعلان
إن تحقيق التحديث هو السعي الدائم لشعوب مختلف الدول. وتفتح تنمية الصين طريقا نحو تحديث صيني النمط، وقد ظهرت ملامح هذا المشهد أمام شعوب دول العالم بشكل تدريجي.
وسيسهم التحديث صيني النمط في خلق مزيد من الفرص لتنمية دول العالم. إن تعميق فهم "المقترحات" واستيعاب معانيها الغنية، وتعزيز مواءمتها مع "إعلان الدوحة السياسي"، سيساعدنا كل ذلك على التفكير الإستراتيجي في اتجاهات ومجالات التعاون متبادل المنفعة، ووضع الخطط الإستراتيجية، وتعميق اكتشاف الإمكانات، لتحقيق تنمية أفضل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

0 تعليق