يشكك كثيرون في أهداف المراكز البحثية الغربية التي تعمل في المنطقة العربية، ويتخوفون من أجندتها، بل ويربطونها بأجهزة أمنية واستخباراتية تخدم مصالح القوى الكبرى. فما الأهداف التي تعمل على تحقيقها؟
وناقشت حلقة (2025/11/12) من برنامج "موازين" موضوع المراكز البحثية الغربية والتي تعتبر أدوات الاختراق الناعمة في العالم العربي، ومدى استفادة المراكز البحثية العربية من نظيراتها الغربية.
وحول فكرة تأسيس مراكز الدراسات الغربية المهتمة بالعالم العربي، يقول مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبد العزيز بن صقر إن الاهتمام الغربي بالمنطقة يرتبط بالتاريخ الاستعماري وبالمستشرقين الذين كانوا يزرون المنطقة، ثم بدأت فكرة تأسيس مراكز دراسات للشرق الأوسط في بعض الجامعات والمراكز الغربية، مشيرا إلى أن الاهتمام زاد بعد اكتشاف النفط وتأسيس إسرائيل.
ويوضح أن المراكز البحثية تنطلق من الأجندة السياسية للدول، فمثلا بعد الوجود الأميركي في العراق كانت هناك مراكز بحثية كثيرة في الولايات المتحدة تهتم بالدراسات حول العراق، لأن ذلك يخدم المصلحة السياسية والوجود العسكري الأميركي في هذا البلد.
وتختلف اليابان عن الدول الغربية، فهي لا تعتمد على المراكز البحثية في الاهتمام بمناطق ودول معينة، بل تعتمد على الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية التي تتولى إرسال تقارير عن حالة البلد الذي توجد فيه.
وتهتم المراكز البحثية الغربية في المنطقة العربية بمجالات سياسية واقتصادية واجتماعية أحيانا، ويضرب الدكتور بن صقر مثالا بباحثة من شمال أوروبا جاءت إلى إحدى الدول الخليجية للبحث في قضية ارتفاع حالات الخُلع، وهي ظاهرة كان الأجدر -كما يقول- أن تهتم بها الدول الخليجية والعربية.
وتعتمد المراكز البحثية الغربية المهتمة بدراسة العالم العربي على أكاديميين عرب، لكنها تسعى إلى تطويعهم فكريا وثقافيا ومنهجيا من أجل تحقيق أهدافها الأساسية، ويؤكد الدكتور صقر أن هذه المراكز تريد الإبقاء على الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة ومنع بروز قوة منافسة مثل الصين أو روسيا.
استقلالية
وعن مدى استفادة المراكز العربية من نظيراتها الغربية، يوضح ضيف برنامج "موازين" أن هناك 3 أنواع من المراكز العربية، مراكز تابعة لجامعات أو كليات، وغالبا ما تهتم بالنشر الأكاديمي، ومراكز بحثية صغيرة، ومراكز بحثية أسستها الحكومات لخدمة أغراضها.
كما توجد الآن مراكز فكرية مستقلة، حتى وإن كانت تابعة لوزارات ومصالح حكومية، ولكنها تحاول أن تحتك بالمراكز البحثية الدولية كي تستفيد منها.
ويقول مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث إن مركزهم لديه اتفاقيات تعاون مع أكثر من 120 مؤسسة بحثية حول العالم، ويوظف هذه العلاقات لما يخدم مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنمية الإنسانية ومكافحة الإرهاب.
وخلص ضيف برنامج "موازين" إلى أن المراكز البحثية العربية بحاجة إلى تطوير بوجود المفكرين والباحثين الجيدين، وأن تكون هناك أوقاف خاصة بالأبحاث لتكون أكثر استقلالية.
Published On 13/11/202513/11/2025
|آخر تحديث: 00:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:45 (توقيت مكة)


0 تعليق