في تصعيد لافت واستفزازي، وعلى وقع غارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة التي تعرقل جهود إعادة الإعمار في جنوب لبنان، أطلقت حركة استيطانية "إسرائيلية" تعرف باسم "أوري تسافون" أي "نور الشمال"، عروضا لبيع أراض وعقارات داخل الأراضي اللبنانية.
ووجهت الحركة دعوة للمستثمرين "الإسرائيليين" إلى "التوجه شمالا"، في إشارة واضحة إلى أن هذه الأراضي هي "مستقبل مستوطنات جديدة".
ووفقا لتقرير أوردته وكالة "معا" الفلسطينية، نشرت الحركة خريطة للبلدات الجنوبية في منطقة جنوب نهر الليطاني، وأعطت كل منطقة أسماء عبرية.
وحددت الحركة أسعارا تبدأ من 300 ألف شيكل حوالي 80 ألف دولار لكل قطعة أرض.
وبحسب تلفزيون "الجديد" اللبناني، فإن الخريطة المطروحة للبيع تمتد من مصب نهر الليطاني شمالا حتى بلدة كفركلا.
وتشمل بلدات في البقاع الغربي وحاصبيا ومزارع شبعا، بالإضافة إلى أربع مدن رئيسة هي: صور، وبنت جبيل، ومرجعيون، وحاصبيا.
تعطيل الإعمار ومعاناة النازحين.
يأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه غضب اللبنانيين النازحين من جنوب لبنان، والذين بدؤوا حراكا للمطالبة بعودتهم إلى منازلهم وإعادة بناء ما تهدم منها.
ويواجه هؤلاء النازحون، البالغ عددهم نحو 82 ألف شخص وفقا للأمم المتحدة، عراقيل إسرائيلية مباشرة.
ويقول "تجمع أبناء القرى الحدودية الجنوبية" إن الإسرائيليين "يقصفون الغرف الجاهزة، ويمنعون الاقتراب من المنازل عند الحدود، كما أن إزالة الركام وتحرك أي آلية ممنوعان".
وألحق جيش الاحتلال الإسرائيلي دمارا واسعا في العديد من القرى الحدودية، وقد وقع معظم هذا الدمار "بعد" دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
وخلال الأشهر الأخيرة، كثفت تل أبيب غاراتها على منشآت وآليات تستخدم في عملية البناء.
وكانت أعنف هذه الغارات في 11 أكتوبر الماضي ، حين استهدفت عشر غارات ستة معارض ضمت أكثر من 300 جرافة وآلية في بلدة المصيلح قرب صيدا.
وأكد المسؤولون اللبنانيون أنها منشآت مدنية، وأن الهدف من الغارات هو "تدمير الآليات الثقيلة ومنع أي إمكانية لإعادة الإعمار".
بيروت تنتظر الرد على "خيار التفاوض".
تمر الحكومة اللبنانية بوضع سياسي معقد؛ فمنذ وقف إطلاق النار قبل عام، وهي تتعرض لضغوط كبيرة من واشنطن وتل أبيب لاستكمال عملية نزع سلاح "حزب الله"، بموجب قرار اتخذته الحكومة في أغسطس وكلفت الجيش بتطبيقه.
في المقابل، يؤكد حزب الله رفضه تسليم سلاحه، وأبدى رفضه لمحاولة استدراج لبنان لتفاوض سياسي مع تل أبيب، إلا أن الرئيس اللبناني جوزاف عون، أبدى استعدادا للتفاوض بهدف وقف الضربات الإسرائيلية. وقال عون، أمس،
إن "لبنان ينتظر رد إتل أبيب عبر أمريكا، على خيار التفاوض لتحرير الأرض".
وشدد الرئيس عون على أن "حزب الله لا ينشط جنوب الليطاني"، مؤكدا أن "الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار في الجنوب وكل المناطق اللبنانية".
من جهته، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطالبته "لـ "لجنة الميكانيزم" آلية المتابعة بالقيام بدورها في إلزام إسرائيل بوقف هجماتها.
وقال: "يجب أن تضطلع لجنة الميكانيزم بدورها، وكذلك الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، لجهة إلزام إسرائيل بوقف عدوانها على لبنان".

0 تعليق