هل موجة صعود الذهب كرة نار بلا ضوابط؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

وسط موجة ارتفاع استثنائية دفعت الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، تطرح صحيفة "الإيكونوميست" سؤالا حاسما: هل ما يحدث "اندفاع مبني على أساس متين أم كرة نار مالية تتدحرج بلا ضوابط؟".

فبعد أن بلغ المعدن النفيس 4380 دولارا للأوقية في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل أن يتراجع أكثر من 10% ثم يستعيد جزءا من خسائره، تشير "الإيكونوميست" إلى أن الذهب أصبح الآن "أعلى بـ55% مقارنة ببداية العام، وبـ47% فوق ذروته الحقيقية في 1980″، وسط توقعات بعض المحللين بأنه "قد يكسر حاجز 5000 دولار بنهاية 2026".

روايات الأسواق.. من يقود الارتفاع الفائق للذهب؟

تستعرض "الإيكونوميست" 3 روايات تفسّر صعود الذهب:

لكن الصحيفة تقول إن الأساسيات لا تدعم كثيرا من هذه السرديات.

" frameborder="0">

فالمؤسسات الكبرى عادة ما تشتري الذهب "كملاذ آمن في الأزمات"، كما حدث بعد أزمة الدوت كوم وفي الأزمة المالية 2007 و2009، وكذلك أثناء جائحة كورونا.

لكن "الإيكونوميست" تلاحظ أن هذا الصعود مختلف كليا، فـ"الذهب تضاعف تقريبا منذ مارس/آذار 2024 رغم عدم وجود ركود، ومع ارتفاع العوائد الحقيقية وبقاء سوق الأسهم الأميركية صاعدا بأكثر من 30%".

وتتابع الصحيفة "ربما تخشى المؤسسات أزمة تلوح في الأفق: توترات ترامب التجارية، الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، أطول إغلاق حكومي في تاريخ أميركا، ومخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي".

لكن "الإيكونوميست" تجد صعوبة في ربط هذه الصدمات المتقطعة بـ"الصعود الخطي تقريبا لسعر الذهب".

البنوك المركزية… هل تتخلص من الدولار؟

الرواية الثانية التي تزداد انتشارا هي ما تسميه "الإيكونوميست" نظرية الانخفاض القيمي، والتي تفترض أن الاضطراب السياسي في أميركا وارتفاع الدين العام وتهديد استقلال الاحتياطي الفيدرالي تدفع البنوك المركزية عالميا إلى التخلي عن الأصول الدولارية طويلة الأجل لصالح الذهب.

لكن الصحيفة تشدد على أن "هذه القصة تفتقر إلى الأدلة"، وتضيف "لو كانت البنوك تتخلص من السندات الأميركية بكميات ضخمة، لانهار الدولار وارتفعت العوائد طويلة الأجل".

إعلان

وتلاحظ "الإيكونوميست" أن الدولار "بقي مستقرا" وأن عوائد سندات 30 عاما "تتحرك في نطاق محدود".

وترى الصحيفة أن ارتفاع حصة الذهب في الاحتياطيات ناتج بالأساس عن ارتفاع السعر وليس عن "عمليات شراء ضخمة"، مؤكدة أن بيانات صندوق النقد الدولي تظهر أن "الشراء تباطأ، ولم يتسارع، منذ العام الماضي".

المؤسسات العالمية لا تبدو في حالة هلع اقتصادي يبرر هذا الصعود شبه الخطي للمعدن النفيس (رويترز)

المضاربون المحرك الحقيقي خلف الاندفاعة

وبعد استبعاد التفسيرات الأخرى، تؤكد "الإيكونوميست" أن المضاربين هم المحرك الأكثر ترجيحا للموجة الحالية.

وتشير الصحيفة إلى أنه في 23 سبتمبر/أيلول -وهو آخر تاريخ صدرت فيه بيانات لجنة تداول السلع الأميركية قبل الإغلاق الحكومي- كان لدى صناديق التحوط "مراكز شراء قياسية بلغت 200 ألف عقد، تعادل 619 طنا من الذهب". كما سجلت صناديق المؤشرات المتداولة "مشتريات قوية".

وتضيف "تراجع تدفقات صناديق المؤشرات الشهر الماضي، إضافة إلى بيع نحو 100 طن من مراكز صناديق التحوط، يفسر جانبا كبيرا من الهبوط الذي شهده الذهب".

لكن التدفقات عادت للارتفاع من جديد، مما يدعم فكرة أن "الذهب يتحرك الآن وفقا لشهية الأموال الساخنة".

وتخلص الصحيفة إلى أن ما بدأ "كتحرك محدود لرفع حصة الذهب في احتياطيات البنوك المركزية" تحوّل إلى "كتلة ضخمة من الأموال تطارد الأسعار صعودا".

وتحذّر الصحيفة "هذا نذير شؤم للأيدي القوية. فهذه التجارة القائمة على الزخم ستتوقف في لحظة ما، وكلما طال أمدها تضخمت خسائر من يراهنون على استمرارها".

0 تعليق