شهدت تعاملات العقود الفورية للذهب المقوم بالدولار الأمريكي ارتفاعا قويا وملحوظا، ليؤكد المعدن الأصفر مكانته كملاذ آمن مفضل للمستثمرين في ظل بيئة عالمية متشاحنة ومتقلبة.
فقد وصلت أسعار الذهب إلى 4,067.69 دولارا للأونصة، مسجلة قفزة نسبية بلغت 0.54%، بما يعادل 22.02 دولارا خلال جلسة التداول الحالية.
يأتي هذا التحرك الصاعد للذهب في إطار مدى يومي شهد تقلبا واضحا، حيث افتتح المعدن الجلسة عند مستوى 3,998.13 دولارا ليبدأ رحلة الصعود المتدرج ويلامس قمة جديدة عند 4,082.24 دولارا، مسجلا بذلك أعلى مستوى له في فترة قصيرة.
عوامل جيوسياسية واضطراب العملات يدعم الصعود
يعزى هذا التصاعد اللافت في قيمة المعدن النفيس إلى عاملين رئيسيين. أولهما، تفاقم حالة عدم اليقين الجيوسياسي على مستوى العالم، مما يدفع كبار المستثمرين والبنوك المركزية لتعزيز مخزونهم من الذهب كأصل احتياطي صلب.
فالذهب يميل إلى الارتفاع في أوقات الأزمات لأنه يحتفظ بقيمته بشكل أفضل مقارنة بالأصول الأخرى كالأسهم والسندات.
أما العامل الثاني، فيتعلق بضعف نسبي شاب مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية. فعندما يضعف الدولار، يصبح الذهب - المقوم به - أرخص للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، مما يحفز زيادة الطلب عليه في الأسواق الدولية.
توقعات المحللين لتجاوز الـ 4100 دولار
يرى عدد من خبراء الأسواق المالية أن الذهب يتجه نحو اختراق حاجز الـ 4100 دولار قريبا إذا ما تواصلت الضغوط التضخمية، وبقيت سياسات البنوك المركزية حذرة.
كما أن البيانات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم ونسب البطالة ستلعب دورا محوريا في تحديد المسار القريب للمعدن الأصفر. وينصح المحللون بترقب أي تصريحات مفاجئة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد تغير من مسار سياسة الفائدة، وهو ما يمكن أن يؤثر على قيمة الدولار وبالتالي على الذهب.
الخلاصة أن الذهب يستمر في أداء دوره التاريخي كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والمالية، ومن المتوقع أن يظل الطلب قويا ما دامت حالة التوتر الجيوسياسي العالمية مستمرة.
0 تعليق