توسع الرسوم الأميركية يسحب النمو العالمي نحو الأسفل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تُظهر بيانات جديدة، نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، أن الزيادات الأخيرة في الرسوم الأميركية على الواردات بدأت تُسجّل آثارا ممتدة على الاقتصاد العالمي، رغم أن التأثير الأولي كان "أخف مما خشيه صانعو السياسات والشركات".

ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن هذه الآثار مرشحة للاستمرار خلال العام المقبل وربما إلى ما بعده.

وتشير الأرقام التي استعرضتها وول ستريت جورنال، إلى أن اقتصادي اليابان وسويسرا انكمشا في الربع الثالث من العام جزئيا بسبب ارتفاع الضرائب التي تدفعها الشركات الأميركية عند شراء السلع المنتجة في هذين البلدين.

ولم تكن هذه الاقتصادات وحدها، إذ شهدت المكسيك وأيرلندا -اللتان تُعدّان من أبرز مصدّري السلع إلى أميركا- انكماشا مماثلا خلال الفترة نفسها.

نمو في كوريا الجنوبية ومنطقة اليورو

ورغم الانكماش في عدد من الاقتصادات، سجّلت بيانات الربع الثالث "إيجابيات محددة"، وفق وول ستريت جورنال، تمثلت في تسارع النمو في كوريا الجنوبية وفرنسا ومنطقة اليورو، إضافة إلى استقرار الإنتاج في ألمانيا وإيطاليا بعد انكماش في الربع الثاني.

NINGBO, CHINA - MAY 29: A worker walks by robotic arms on the production line for electric vehicle maker Zeekr at its factory on May 29, 2025 in Ningbo, China. China's automakers account for nearly two-thirds of global sales of electric vehicles and exports more vehicles overseas than any other country. Zeekr, a pure-electric brand aimed at the luxury market, has seen sales growth in the highly competitive Chinese market and is furthering its expansion into Asia, the Middle East, Latin America, and parts of Europe. The company's plans to enter the US market has faced hurdles due to tariffs on China made electric vehicles. In 2024, Zeekr delivered more than 220,000 vehicles, according to the company. Zeekr is among several Chinese EV makers building vehicles in automated factories using robotics powered by artificial intelligence alongside human workers. Zeekr is owned by Geely Holdings, which also has ownership stake in a number of foreign brands including Volvo, Lotus, and Polestar. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
البيانات الاقتصادية تكشف تباينا واضحا بين الاقتصادات التي استفادت من تخزين البضائع، وتلك المتضررة (غيتي)

وتضيف الصحيفة أن النمو القوي في بداية العام، حين سارعت الشركات الأميركية إلى تخزين البضائع قبل بدء تطبيق الرسوم، ساعد الاقتصادات الأوروبية وغيرها على تسجيل أداء أقوى مما كان متوقعا عند بدء تطبيق الزيادات في الرسوم في أوائل أبريل/نيسان الماضي.

الذكاء الاصطناعي يعوّض تباطؤ التجارة

وتؤكد وول ستريت جورنال أن أثر الرسوم الجمركية على النمو العالمي "تبدد جزئيا" بفعل الزيادة الكبيرة في الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي دفعت أميركا واقتصادات أخرى إلى استيراد كميات ضخمة من "أشباه الموصلات والمعالجات والحواسيب المكتملة والخوادم ومعدات الاتصالات".

إعلان

وتشير الصحيفة أيضا إلى أن غياب الرد الانتقامي من معظم الدول التي استهدفتها إدارة ترامب كان عاملاً مفاجئا أسهم في تخفيف العبء، إلى جانب "استمرار انفتاح بقية العالم على التجارة".

وبحسب بيانات البنك الدولي التي نقلتها الصحيفة:

تراجعت الصادرات من الدول النامية نحو أميركا بنسبة 8.6% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من 2024. في المقابل، ارتفعت الصادرات إلى الاقتصادات المتقدمة الأخرى بنسبة 5.9%. وارتفعت الصادرات إلى الاقتصادات النامية الأخرى بنسبة 10.3%.

التوقعات الأوروبية تتدهور

وأوضحت المفوضية الأوروبية، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال، أنها رفعت توقعاتها للنمو خلال العام الحالي، لكنها خفضت توقعاتها للعام المقبل، معتبرة أن تأثير الرسوم "لم يُلغَ بل تأخر وانخفض".

أوروبا تدخل مرحلة نمو مؤقت مدفوع باستباق الشركات للرسوم الجديدة (غيتي)

وقال كبير مسؤولي الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي فالديز دومبروفسكيس "من المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي في النصف الثاني من عام 2025.. إذ يجري سحبه إلى الأسفل بفعل الرسوم الجمركية المرتفعة وارتفاع حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات".

من جهته، قال بنك إنجلترا في تقريره الأخير إن النمو العالمي سيظل "أدنى من متوسطه التاريخي" خلال الأرباع المقبلة مع تراكم آثار الرسوم وعدم اليقين.

غياب بيانات أميركا يعقّد قياس الأداء العالمي

توضح وول ستريت جورنال أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سجّلت "تسارعا" في نمو الناتج الكلي لاقتصادات مجموعة العشرين في الربع الثاني بعد تباطؤ الربع الأول، وهو ما يعود "إلى حد كبير" إلى انتعاش الاقتصاد الأميركي.

لكن الصحيفة تشير إلى أن غياب بيانات النمو الأميركي للربع الثالث -نتيجة الإغلاق الحكومي الذي انتهى مؤخرا- يجعل من المستحيل حساب معدل النمو للربع الثالث، في حين لم يعلن مكتب التحليل الاقتصادي موعدا جديدا لنشر البيانات.

وتنقل الصحيفة تقديرات جي بي مورغان التي تتوقع أن يكون الاقتصاد الأميركي قد سجل نموا "بنسبة 3% على أساس سنوي" في الربع الثالث انخفاضا من 3.8% في الربع الثاني، وإذا صحّت هذه التقديرات، فمن المرجح أن يكون النمو العالمي "أضعف قليلاً" من أداء الربع الثاني.

0 تعليق