Published On 21/11/202521/11/2025
|آخر تحديث: 15:30 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:30 (توقيت مكة)
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بيع الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 للسعودية؛ الأمر الذي يرفع عدد الدول التي تعتمد على هذه الطائرات التي تعد أحد أهم الصادرات العسكرية الأميركية.
الإعلان جاء في سياق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، أول أمس الأربعاء، توصل خلالها إلى سلسلة من الاتفاقيات التي تعمق الشراكة الاقتصادية والدفاعية بين البلدين.
وحسب بيان صادر للبيت الأبيض، وقع ترامب وبن سلمان اتفاقا ثنائيا للدفاع الإستراتيجي، كما وافق ترامب على صفقة دفاعية كبرى تشمل تسليم مقاتلات إف-35 مستقبلا، وتم التوصل إلى اتفاق لشراء السعودية نحو 300 دبابة أميركية.
وتعد الخطوة تجسيدا لسعي دول كثيرة عبر العالم للحصول على طائرات إف-35 "المعترف بها على نطاق واسع باعتبارها أفضل طائرة مقاتلة أميركية وأكثرها تقدما"، وفق ما نقلت أسوشيتد برس عن المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، برادلي بومان.
وبعد قرابة عقدين على إنتاج أول طراز من طائرات إف-35، باتت حوالي 20 دولة، كلها في أوروبا وآسيا، إضافة لأميركا وكندا، تشغّل أو طلبت شراء هذه المقاتلة التي تبلغ كلفة إنتاج الواحدة منها بين 80 و110 ملايين دولار، حسب الطراز، وفقا لعقود حديثة.
كلفة الإنتاج والصيانة
تصنع شركة لوكهيد مارتن الطائرة بشكل أساسي وهي شركة مقاولات دفاعية أميركية يوجد مقرها في ولاية ميريلاند غير بعيد عن العاصمة واشنطن، وتُنتج ما بين 150 و190 طائرة حربية سنويا.
وسلمت الشركة 110 طائرات إف-35 العام الماضي، ليصل عدد الطائرات التي تم تصنيعها وتصديرها منذ عام 2006 إلى 1255، وهذا ساهم في توفير ما يقارب 300 ألف وظيفة مرتبطة بسلسلة توريدها عبر 49 ولاية أميركية إضافة إلى بورتوريكو.
وتخطط لوكهيد مارتن، التي يعمل فيها أكثر من 120 ألف موظف، أن يصل إنتاجها من إف-35 إلى 2470 طائرة، ويتوقع أن تتطلب أعمال صيانتها وتشغيلها وتحديثها على مدى 77 عاما، أكثر من تريليوني دولار.
زبائن دوليون
وتملك وزارة الحرب الأميركية حاليا أكبر أسطول من مقاتلات إف-35 ويبلغ تعداده 1763 طائرة من مختلف الطرازات، وبعد أميركا، تأتي اليابان التي طلبت 147 طائرة إف-35 ضمن إستراتيجيتها لمواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصةً من الصين.
إعلان
وفي آسيا أيضا تعمل كوريا الجنوبية على زيادة أسطولها من طائرات إف-35 إلى 60 وحدة لتعزيز قدرتها على الردع.
وغير بعيد عن آسيا استلمت أستراليا بالفعل جميع طائرات إف-35 التي طلبتها والبالغ عددها 72 طائرة.
وفي أوروبا، تواصل عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) توسيع أساطيلها، إذ تشغّل بريطانيا 138 طائرة إف-35 وإيطاليا 90، بينما جهزت الدانمارك قوة جوية قوامها 43 طائرة.
وتواصل النرويج وهولندا توسيع أساطيلهما، وتمتلك ألمانيا حاليا 35 طائرة، واستلمت فنلندا 64 طائرة، بينما قدمت بلجيكا والتشيك طلبات شراء أو تنتظران استلام أولى طائراتهما.
وفي الشرق الأوسط، لا تزال إسرائيل هي المشغل الوحيد لطائرات إف-35، بأسطول من 75 طائرة إف-35 من طراز معدل لها خصيصا.
ولا تمتلك أي دولة في العالم العربي وأفريقيا وأميركا اللاتينية تلك الطائرة التي أصبحت أداة رئيسة في الدبلوماسية العسكرية الأميركية، ويتزايد الطلب عليها في سياق تشكيل توازنات القوة الجوية في العالم.
وتبرز الصفقة مع السعودية، كيف عززت الولايات المتحدة حضورها العسكري من خلال توسيع شبكة البلدان التي تشغل هذه الطائرات المتطورة في أوروبا وآسيا ودول حليفة أخرى.
مواصفات تكنولوجية
ولا تزال طائرة إف-35 من أكثر الطائرات المقاتلة رواجا في العالم، بفضل قدرتها على التخفي، وأجهزة استشعارها المتطورة، وأنظمة القتال المتطورة التي تتيح للطيارين اختراق المجال الجوي المحمي، والتنسيق الفوري مع القوات الأخرى، وضرب الأهداف بدقة.
وعندما تم إنتاج أول طائرة مقاتلة من طراز إف-35 من خط التجميع في فورت وورث بولاية تكساس، تم الترحيب بها باعتبارها قفزة تكنولوجية في مجال السلاح الجوي.
وتُوصف تلك الطائرة بأنها مقاتلة من الجيل الخامس، وتشمل تقنياتها طلاءات خفية، بالإضافة إلى رادار وأجهزة استشعار متطورة لرصد الخصوم بشكل أفضل، وفقا لدائرة أبحاث الكونغرس. في المقابل يصعب على الخصوم رصد تلك الطائرة الشبحية وبالتالي يتعذر عليهم إسقاطها.

0 تعليق