Published On 22/11/202522/11/2025
|آخر تحديث: 11:25 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:25 (توقيت مكة)
تناولت صحف ومواقع عالمية تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة رغم الهدنة، مؤكدة أن الجوع والمرض يواصلان حصد الأرواح، في ظل تراجع التبرعات الدولية وانهيار شبكات الإغاثة، في حين تتكشف ملامح معاناة يومية تضيق معها فرص النجاة لسكان القطاع.
وركزت صحيفة غارديان على الانخفاض الحاد في التبرعات المخصصة لغزة منذ إعلان وقف إطلاق النار، معتبرة أن العالم يتعامل مع الهدنة وكأنها أنهت الحاجة للمساعدة، بينما تتزايد المخاطر مع اقتراب الشتاء وغياب المستلزمات الأساسية.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المنظمات الإنسانية أن الاعتقاد السائد بأن الغزيين لم يعودوا بحاجة إلى الدعم يتناقض تماما مع الواقع، إذ تعجز آلاف العائلات عن الحصول على الغذاء ومياه الشرب والوقود والدواء، في ظل تدهور حاد في تدفق التبرعات.
وأوردت غارديان شهادة منظمة تعمل في مبادرات الدعم التطوعي، قالت إنها كانت ترسل نحو 5 آلاف دولار أسبوعيا لغزة، لكنها لم تتمكن في أكتوبر/تشرين الأول إلا من جمع مبلغ لا يتجاوز ألفي دولار عبر جميع حملاتها، وهو مؤشر على أزمة تمويل خانقة.
أما صحيفة لوتون، فقد أبرزت جانبا أكثر قتامة من الأزمة، وذلك عبر مقابلة مع لورلين لاسير مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود بغزة، التي تحدثت عن استمرار الموت رغم الهدنة، مؤكدة أن السكان يموتون جوعا أو مرضا أو بردا أو يأسا بعد شهور من الحرب المدمرة.
ووصفت لاسير ما يعيشه الفلسطينيون بأنه جحيم يومي تتراكم فيه تداعيات الحرب مع نقص الغذاء وتدهور الرعاية الطبية وانتشار التلوث، بينما تنتشر الأمراض في بيئة منهارة لا تتوفر فيها أدنى مستويات الحماية الصحية.
مشهد أمني جديد
وفي سياق مواز، تناولت صحيفة لوموند تحولات أخرى داخل القطاع، مشيرة إلى أن إسرائيل تعوّل في المرحلة المقبلة على جماعات مسلحة مناوئة لحركة حماس داخل ما يُعرف بالخط الأصفر، في محاولة لصياغة مشهد أمني جديد بعيدا عن السيطرة المباشرة.
إعلان
وأوضحت الصحيفة أن سكان غزة يعبرون عن رفض واسع لهذه المجموعات التي دعمها الاحتلال منذ بداية الحرب، بعدما تحولت إلى عصابات تسيطر على المساعدات وتعمّق حالة الانفلات، في وقت استعادت فيه حماس نفوذها في مناطق انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وذكرت لوموند أن تل أبيب تعمل على تمكين قوى بديلة داخل القطاع، في محاولة لإعادة تشكيل موازين القوة بطريقة تتوافق مع حساباتها الأمنية، رغم مؤشرات على صعوبة تحقيق هذا الهدف ميدانيا.
وفي صحيفة وول ستريت جورنال ظهر جانب آخر من المشهد الإسرائيلي، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤولين في مركز التنسيق المدني العسكري أن فرقا هندسية بدأت إعداد مخططات لبناء تجمعات سكنية للفلسطينيين داخل المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في غزة.
ورأت الصحيفة أن هذا التحرك يعكس اعترافا ضمنيا بصعوبة إقصاء حماس عن السلطة أو نزع سلاحها في وقت قريب، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإقامة تجمعات تتوفر فيها مرافق كاملة بهدف إبعاد السكان عن نفوذ الحركة.
السودان وأوكرانيا وفنزويلا
وفي شؤون أخرى، تناولت مجلة فورين بوليسي المأساة السودانية، مشددة على أن وقف العنف ضرورة ملحة، لكنها حذرت في الوقت نفسه من إهمال عملية توثيق الانتهاكات وجمع الأدلة، وهو ما أخفق فيه المجتمع الدولي في تجارب سابقة انتهت من دون محاسبة.
وأشارت المجلة إلى أن الأدلة اليوم تأتي من الفضاء ومن الهواتف الذكية ومن تسجيلات نشرها الجناة أنفسهم، مؤكدة أن التقنيات وحدها لا تكفي ما لم ترافقها إرادة سياسية فعلية لتحقيق العدالة وملاحقة المسؤولين عن الجرائم.
وفي الشأن الأوكراني، سلطت نيويورك تايمز الضوء على تصريحات للرئيس فولوديمير زيلينسكي قال فيها إن بلاده تمر بمرحلة من أصعب مراحل تاريخها، معتبرة أنها إشارة إلى مخاوف من أن يكون التحالف مع الولايات المتحدة على حافة الانهيار.
وأشارت الصحيفة إلى تقارير عن خطة يعد ترامب للكشف عنها قريبا، يعتقد محللون أنها تتضمن شروطا تُعد في نظر كييف وحلفائها الأوروبيين أشبه بالاستسلام لروسيا، مما يعمّق الشعور بالقلق داخل القيادة الأوكرانية.
وفي فورين أفيرز، جاء تحذير من أخطار السعي لإطاحة حكومة نيكولاس مادورو بالقوة، رغم شعور مسؤولين أمريكيين والمعارضة بأن النظام على وشك الانهيار، مشيرة إلى أن انتشار السلاح قد يؤدي إلى فوضى واسعة وفقدان تام للنظام العام.
وأكد المقال أن الخيار الوحيد القادر على دفع فنزويلا نحو انتقال سلمي للسلطة هو مفاوضات مدعومة دوليا، مع ممارسة ضغوط قانونية على مادورو بدلا من محاولة إجباره على التنحي بالقوة، وهو سيناريو به أخطار مرتفعة على استقرار البلاد.

0 تعليق