ناقشت حلقة "نبض البلد" على شاشة قناة رؤيا موضوع السياسة والجامعة في الأردن، مسلطة الضوء على الأحزاب والحركات الحزبية الطلابية وأثرها على البيئة الجامعية، استنادا إلى دراسات علمية.
التحديث السياسي في مرآة الطلاب: تقبل وتحفظ
بدأ مدير البرامج في معهد السياسة والمجتمع حسين الصرايرة باستعراض أبرز نتائج دراستهم بشقيها الكمي والنوعي، مشيرا إلى أن الطلبة يرون في عملية التحديث السياسي ومشروعه أمرا ضروريا ومهما
ينعكس إيجابا على البيئة الجامعية والعمل السياسي بداخلها.
ومع ذلك، لفت الصرايرة إلى أن معظم الطلاب لم يشارك في الأنشطة الحزبية ولا انتخابات الجامعات وعزا الطلبة سبب هذا العزوف إلى التخوفات من التبعيات الاجتماعية والأمنية، إضافة إلى دور الأهل في
صرف نظر أبنائهم عن هذه الأعمال للتركيز على الوظائف المستقبلية.
وكما رأى الطلبة أن لديهم ضعفا في الوعي ووعيا محدودا بالمشاركات السياسية، وأضاف أن الهم الاقتصادي هو الأولوية الكبرى لدى الطلبة، حسبما أفضت له الدراسة وفي هذا السياق، انتقد الصرايرة دور
الأحزاب التي "لم تقدم دورها" في استقطاب الشباب بالجامعات لعدم تقديمها برامج واضحة.
الدكتور الماضي: ضرورة الصبر على التحول
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الالمانية الدكتور بدر الماضي على أهمية الدراسات العلمية، ونوه إلى أن العزوف الحالي هو نتيجة "فترة طويلة من التثقيف" في المجتمع الأردني بالابتعاد عن
العمل الحزبي والسياسي، بسبب انشغال الناس بمعاشهم اليومي ومستقبلهم الوظيفي، مشيرا إلى وجود قناعة بأن ما تقوم به أجهزة الدولة كاف.
وأضاف أن تطوير فكرة المجتمع المدني في الجامعات أو خارجها "تحتاج إلى فترة زمنية طويلة" لتصبح فاعلة، ولا داعي للاستعجال في مشاهدة نتائجها سريعا.
وحذر الدكتور الماضي من بعض الأحزاب التي ما زالت تتطلع لقضية التحدي بينها وبين الدولة، فبسبب هذه الأفكار تزداد مخاوف الجامعات من أن تتحول إلى ساحات صراع بدلا من أن تكون ساحات للحوار،
منوها إلى ضرورة "هضم الفكرة" وممارستها على أرض الواقع.
تحديات اتحادات الطلاب ونفوذ العشيرة
وأوضح الأستاذ حسين الصرايرة أن اتحادات الطلاب تواجه تحديات عديدة، أهمها أن صلاحياتها "محدودة" بموجب التعليمات، مما يقلل من دورها الفعال. ولذا، يتجه الطلاب إلى الأنظمة الاجتماعية، مثل
العشائر، كإطار ومرجعية لهم بسبب ضعف استقطاب الأحزاب لهم.
ورد الدكتور الماضي مؤكدا أن العشيرة تعتبر وحدة اجتماعية لضبط العلاقات ضمن محيط جغرافي، أما تحولها إلى مكون سياسي فهو مشكلة كبيرة، وهو ما يجب أن يقلبه التحديث السياسي الذي يفرض على
الحزب أن يكون لديه منتسبون من ست محافظات، مما يعني "الخروج من النطاق الجغرافي والاجتماعي الذي تمثله العشيرة".
التجربة الحزبية في الجامعات
ورأت الناشطة الحزبية شهد العدوان أن عام 2024 كان ذروة عمل الأحزاب بسبب انتخابات اتحادات الطلاب، لكنها نوهت إلى وجود "مزاجية" في بعض الجامعات من قبل عمادة شؤون الطلاب فيما يخص
الأنشطة الحزبية، إضافة إلى انعدام قناعة الطلاب بدور اتحاد الطلاب.
وأكد الباحث القانوني أحمد بواعنة وجود تراجع كبير في العمل السياسي الطلابي، مذكرا بالمشاركة الواضحة للإسلاميين سابقا، لكنه اعتبر أن التجربة الأولى للأحزاب في الجامعات كانت جيدة، ورغم ذلك، لا
تزال صلاحيات اتحاد الطلاب "شكلية ومحدودة".
البيئة الجامعية ما بعد التحديث
أكدت الناشطة السياسية، ذكرى صالح أن بدء مرحلة منظومة التحديث السياسي يعني بدء مرحلة جديدة من "إعادة الثقة بين الشباب والأحزاب" والعمل الطلابي ،مشيرة إلى أن هناك تحديات تتعلق بـ "البيئة
الجامعية" و"القيود على حرية التعبير" داخل الجامعات، مطالبة بأن يكون عمل الحزب حقيقيا وواضحا.
ومن جهته، رأى طالب العلوم السياسية في الجامعة الأردنية جبريل الفالوجي، أن دور الشباب كبير جدا في العمل السياسي، مشددا على ضرورة توعية وتمهيد الشباب للعمل الحزبي الطلابي وما بعد الجامعات.
وأضاف أن الطلاب لديهم مخاوف ناتجة عن الفكر الأسري والمجتمع التي تعوق انضمامهم للأحزاب والعمل فيها.

0 تعليق