في تطور سريع وحاسم لأزمة أخلاقية هزت الرأي العام المصري، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وضع "مدرسة سيدز الدولية" محل الواقعة تحت الإشراف المالي والإداري الكامل للوزارة.
جاء هذا التحرك الحكومي العاجل بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 4 موظفين داخل المدرسة الشهيرة الكائنة في منطقة العبور بالقاهرة، بتهمة "الاعتداء الجنسي وخدش براءة 5 أطفال على الأقل".
تحرك وزاري ومحاسبة للمقصرين
أكد بيان الوزارة أن القرار جاء بناء على نتائج تحقيقات "لجنة موسعة" كان وزير التعليم، محمد عبد اللطيف، قد وجه بسرعة إيفادها إلى المدرسة لتقصي الحقائق.
ولم يقتصر الإجراء على وضع المدرسة تحت الوصاية الإدارية، بل قرر الوزير "إحالة كافة المسؤولين الذين ثبت تورطهم في التستر أو الإهمال الجسيم في حماية الطلاب للشؤون القانونية".
وفي تعليق ناري على الواقعة، قال الوزير: "لا يوجد جرم أشد قسوة من أن تمتد يد إلى طفل، أي مساس بطفل من أبنائنا جريمة لا تغتفر وأولوية التعامل معها تسبق أي شأن تعليمي".
وتوعد بأن "أي مدرسة لا تلتزم بمعايير الأمان، سيتخذ ضدها إجراءات رادعة".
تفاصيل الجريمة: استدراج بعيدا عن الكاميرات
تكشفت خيوط الجريمة ببلاغ رسمي قدمته إحدى الأمهات، تفيد فيه بتعرض ابنتها للاعتداء من قبل عامل نظافة. وتوالت بعدها البلاغات لتصل إلى "6 بلاغات رسمية" من أولياء أمور لأطفال في نفس المرحلة العمرية.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمين 3 عمال وفرد أمن، بينهم رجل ستيني وآخر خمسيني، كانوا يقومون بـ "استدراج الأطفال إلى أماكن بعيدة عن كاميرات المراقبة"، وممارسة الاعتداء عليهم مع تهديدهم بعدم الكشف عن الأمر.
وأشار المحامي عبد العزيز عز الدين، وكيل الضحايا، إلى أن الأطفال تعرضوا لـ "صدمة نفسية شديدة"، مما دفع الأسر لطلب تقارير طبية فورية.
النيابة تحقق وغضب شعبي
قضائيا، قررت النيابة العامة بشرق القاهرة "حجز المشتبه بهم على ذمة التحقيقات"، واستمرت في الاستماع لأقوال مسؤولي المدرسة لليوم الثاني على التوالي. وأكدت التحقيقات الأولية وجود "فجوات أمنية خطيرة" سمحت بوقوع الاعتداءات في أماكن غير مراقبة.
وعلى صعيد الرأي العام، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا تحت وسم "مدرسة السلام الكابوس"، حيث طالب الآلاف بتشديد العقوبات وإصلاح نظام الرقابة في المدارس الدولية لحماية الأطفال من مثل هذه الانتهاكات الجسيمة.

0 تعليق