عاجل

السعودية لا تعتمد على الـ F-35 فقط: خيارات بديلة تعزز التفوق الجوي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاثنين 01 ديسمبر 2025 | 07:43 مساءً

ريانة المهنا

أكد المحلل السياسي المختص بالشأن العربي محمد عمر أن المملكة العربية السعودية تمتلك اليوم مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية المتقدمة لتعزيز قدراتها الجوية، في ظل الجدل الدائر حول المقاتلة الأمريكية "إف-35" التي وصفها بأنها "باهظة التكلفة وغير مثالية" مقارنة بما يروج لها في الخطاب السياسي الأمريكي وفقا لموقع عين الرياض.

وأوضح أن السعودية ليست مضطرة للقبول بهذا الخيار، بل يمكنها الاعتماد على بدائل متعددة تتناسب مع توجهاتها الاستراتيجية الحديثة.

وقال عمر إن برنامج F-35، الذي يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الترويج له كأغلى برنامج مقاتلات في التاريخ، تحول إلى "ثقب مالي أسود" لكون ميزانية تطويره تجاوزت تريليوني دولار، وهو رقم يعادل حجم اقتصاد دول كاملة. وأضاف أن الطائرة الواحدة تتجاوز تكلفة شرائها 110 ملايين دولار، بينما تصل القيمة التشغيلية الكاملة على مدى عمرها الافتراضي إلى نصف مليار دولار بسبب تكاليف الصيانة والبرمجيات.

وأوضح أن الإشكالات لا تقتصر على التكلفة، بل تشمل أداء المقاتلة نفسها؛ فهي لم تشارك حتى الآن في أي حرب شاملة، وتعاني من بطء نسبي حيث تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماخ مقارنة بـ 2.0 ماخ لطائرة F-16، إضافة إلى اعتمادها الكامل على طبقات معقدة من الإلكترونيات تجعلها عرضة للأعطال، الأمر الذي أدى إلى جاهزية قتالية لا تتجاوز 30% من الأسطول الأمريكي في أي لحظة.

من جهته، حذّر الخبير الاستراتيجي بيتر إريكسون من اعتماد الدول الحليفة على برمجيات الطائرة الاحتكارية، مشيراً إلى مخاوف متزايدة لدى العديد من الدول من إمكانية التحكم عن بعد أو إيقاف تشغيل المقاتلات في حال وقوع خلاف سياسي. ولفت إلى أن دولاً في الناتو مثل كندا وإسبانيا أعادت النظر في خطط الشراء بحثاً عن استقلالية تقنية أكبر.

وأشار عمر إلى أن المملكة، التي تستورد نحو 74% من أسلحتها من الولايات المتحدة، باتت اليوم في مرحلة تعيد فيها تقييم خياراتها، خاصة مع التحفظات الإسرائيلية على تزويد الرياض بنسخة متقدمة من الـ F-35، وهو ما يثير احتمالات بيع نسخ أقل كفاءة أو مقيدة تقنياً.

وأكد أن القيادة السعودية، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تدفع نحو تنويع مصادر السلاح وتعزيز الاستقلالية العسكرية. وأشار إلى أن المملكة تمتلك القدرة الكاملة لبناء صناعات دفاعية محلية متقدمة، بما في ذلك تصنيع الطائرات، على غرار التجربة الهندية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات *رؤية 2030*.

وختم عمر بأن موقع المملكة المتنامي على الساحة العالمية يجعل من الاعتماد على شريك واحد خياراً غير مثالي، مؤكداً أن الرياض تملك "خيارات عديدة وقوية" لبناء منظومة دفاعية أكثر تنوعاً وقادرة على تحقيق أمنها الوطني بصورة مستدامة.

ورغم نفي الشركات المصنعة، يؤكد يواكيم شرانزهوفر، مدير الاتصالات في شركة "هينسولد" الألمانية في تصريحات صحفية أن الحديث عن "مفتاح التعطيل" ليس مجرد شائعات، ويتفق معه الأدميرال الفرنسي المتقاعد كلود غوشيران، محذرا من إمكانية التحكم عن بعد في جاهزية الطائرة من داخل الولايات المتحدة، قائلاً: "هذا أمر ممكن تماما، فكما تتحكم واشنطن في إشارات نظام تحديد المواقع (GPS) ويمكنها تعطيلها، يمكن فعل الشيء نفسه بهذه الطائرات".

0 تعليق