في حادثة وصفت بأنها "ضربة قاسية" للمشروع "الإسرائيلي" الهادف إلى خلق قوة محلية عميلة داخل قطاع غزة، أعلن يوم الخميس عن مقتل المدعو "ياسر أبو شباب"، الذي قاد ميليشيا مسلحة تعمل لصالح جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المستمرة.
وساد التخبط وسائل الإعلام العبرية في نقل خبر مقتله، حيث "تواصل إصدارروايات متناقضة حول ظروف الحادثة".
كمين للمقاومة أم خلافات داخلية؟
وتعددت الروايات "الإسرائيلية" حول طبيعة النهاية التي لقيها العميل، فبحسب القناة (12) العبرية، نقل أبو شباب بعد إصابته في اشتباك مسلح إلى "مستشفى سوروكا في بئر السبع"، حيث أعلن عن وفاته هناك رغم محاولات الطواقم الطبية "الإسرائيلية" إنقاذه.
وأما إذاعة جيش الاحتلال، فقد قدمت روايتين متباينتين؛ الأولى تشير إلى أن القتل وقع نتيجة "خلافات عائلية داخلية"، بينما ذهبت الرواية الأخرى إلى تأكيد نجاح المقاومة الفلسطينية في اغتياله بعد أن "نصبت له كمينا محكما".
وفي سياق متصل، أفادت منصة "حدشوت لو تسنزورا" بأن أبو شباب ومعه شخص يدعى "غسان الدهيني" وقعا في "كمين محكم نصبته حماس"، وفي حين أرجعت مصادر أمنية "إسرائيلية" أخرى الحادث إلى "اشتباك داخلي مع مساعده الدهيني".
سقوط الرهان على "الميليشيات"
وبغض النظر عن الطريقة، أجمعت التقديرات الأمنية على أن تصفية أبو شباب تمثل "فشلا ذريعا" لمخططات الاحتلال الرامية إلى إيجاد بدائل لحكم حماس.
ونقلت إذاعة الجيش عن مسؤولين أمنيين كباراعتراضهم السابق على هذه الخطة، مؤكدين أن التجربة "محكومة بالفشل"، وتعيد إلى الأذهان "نموذج جيش لبنان الجنوبي الذي تفكك خلال ساعات عام 2000".
وعلقت القناة (13) العبرية بالقول: "من يعتقد أن أمثال أبو شباب قادرون على إدارة القطاع تلقى اليوم الإجابة القاطعة"، بينما أقرت القناة (12) بأنه رغم أشهر من التدريب والدعم لهذه الميليشيات، "في النهاية سقطوا، وبقيت حماس".
فرحة شعبية وتاريخ من العمالة
وميدانيا، قوبل نبأ مقتل العميل بـ "فرحة عارمة بين أهالي قطاع غزة"، ترافقت مع إطلاق نار كثيف في "منطقة المواصي بخان يونس" ابتهاجا بالحدث.
يذكر أن أبو شباب كان يتمركز في رفح تحت "حماية قوات جيش الاحتلال"، وقد برز اسمه أمنيا بعد أن بثت كتائب القسام في 30 مايو/أيار 2025 مشاهد توثق استهداف قوة من "المستعربين" التابعين للاحتلال، حيث ظهر ارتباطه بتلك القوة التي وقعت في كمين مفخخ شرق رفح.

0 تعليق