لم تهدأ جبهة جنوب قطاع غزة صباح يوم الجمعة، بل ازدادت ضراوة وتصعيدا مع دخول سلاح الجو المروحي للاحتلال الإسرائيلي بقوة على خط المواجهة، ليكمل فصول المشهد الميداني الدامي الذي بدأ بقصف مدفعي ثقيل.
وأفادت مصادر ميدانية بأن مروحيات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت نيرانا رشاشة كثيفة وعشوائية صوب المناطق الشرقية الواقعة داخل نطاق "الخط الأصفر" في مدينة خان يونس.
وبحسب الرصد الميداني، تحولت الضربات المدفعية المتقطعة في ساعات الفجر إلى ما يشبه "الزنار الناري" المحكم، ممطرة أحياء "بني سهيلا" و"القرارة" بوابل من القذائف.
ودفع هذا الجحيم مئات العائلات إلى هجر منازلها قسرا، والخروج في موجات نزوح جماعية اتسمت بالفوضى والرعب؛ حيث شوهد الأهالي يركضون في الشوارع أو يفترشون الطرقات الترابية المؤدية للمناطق الغربية، بحثا عن أي مأوى يقيهم شظايا القصف المتلاحق.
وعقد المشهد توغل بري محدود للآليات العسكرية في الأطراف الزراعية المتاخمة للسياج، تزامنا مع شلل تام يصيب عمليات الإنقاذ.
وأطلقت الطواقم الطبية نداءات استغاثة يائسة، مؤكدة "عجز مركبات الإسعاف عن الوصول إلى نقاط الاستهداف" لانتشال الضحايا؛ في ظل هيمنة المسيرات من طراز "كواد كابتر" Quadcopter على الأجواء، والتي حولت الأزقة والشوارع الفرعية إلى "مصيدة مميتة" لكل جسم متحرك.
0 تعليق