لم يتأخر الرد الأردني في "ديربي" المجموعة الثالثة، حيث اهتزت أركان "استاد أحمد بن علي" المونديالي قبل قليل، على وقع قذيفة كروية لا تصد ولا ترد، أطلقها النجم الشاب مهند أبو طه، معلنا عن تقدم "النشامى" بالهدف الأول في شباك المنتخب الكويتي الشقيق، وسط فرحة هستيرية اجتاحت الجماهير الأردنية الحاضرة بكثافة في المدرجات.
جاء الهدف ليترجم الأفضلية الميدانية والنوايا الهجومية الصريحة التي دخل بها المدير الفني جمال سلامي اللقاء؛ حيث استلم أبو طه الكرة في مساحة خالية، ودون تردد، أطلق العنان لقدمه اليسرى لترسل كرة عابرة للدفاعات، سكنت الزاوية الصعبة لمرمى الحارس سليمان عبد الغفور، الذي لم يملك لها حيلة سوى متابعتها وهي تعانق الشباك، معلنة عن فك شفرة الدفاع "الأزرق" في وقت مثالي.
وكانت المباراة قد بدأت بإيقاع سريع، حيث دفع سلامي بكل أوراقه الرابحة منذ الدقيقة الأولى، معتمدا على حيوية خط الوسط بقيادة نزار الرشدان وعامر جاموس، اللذين فرضا سيطرة محكمة على منطقة المناورات، مما أتاح المجال لثلاثي الهجوم؛ مرضي وعلوان والنعيمات، لخلق ثغرات في الجدار الدفاعي الكويتي، قبل أن يأتي الحل من قدم أبو طه.
في المقابل، وجد المنتخب الكويتي نفسه تحت ضغط مبكر، محاولا لملمة أوراقه بعد الصدمة الأولى. ورغم التنظيم الدفاعي الذي بدأ به المدرب الكويتي بتواجد حسن حمدان وناصر خضر، إلا أن سرعة التحولات الأردنية كانت الحاسمة حتى الآن. ويسعى رفاق عيد الرشيدي الآن للخروج من مناطقهم وتهديد مرمى يزيد أبو ليلى، أملا في إدراك التعادل قبل فوات الأوان.
هذا التقدم الثمين يضع المنتخب الأردني، مؤقتا، على أعتاب التأهل الرسمي للدور الثاني، رافعا رصيده النقطي ومعززا صدارته للمجموعة، في رسالة قوية يوجهها "النشامى" للجميع بأنهم قادمون للمنافسة على اللقب، وليس لمجرد المشاركة، مستثمرين الدفعة المعنوية الهائلة بعد فوزهم الافتتاحي على الإمارات. وتبقى الدقائق القادمة حبلى بالإثارة في ظل محاولات الكويت للعودة وسعي الأردن لتعزيز النتيجة.

0 تعليق