في الوقت الذي كانت تتجه فيه عيون العالم نحو الملاعب المتلألئة في قطر، حيث تدور رحى منافسات "كأس العرب 2025"، كان هناك مشهد آخر يدور في الظل، بعيدا عن الأضواء ولكن في عمق الحدث، بطلته سيدة فلسطينية تقف وسط مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة.
دعم من قلب المعاناة
ورصدت عدسات "وكالة الصحافة الفرنسية" صورا اختزلت حكاية وجع وأمل؛ حيث ظهرت السيدة هدى أبو جزر، وهي تتجول بين الخيام المهترئة في منطقة غرب خان يونس، ممسكة بهاتفها المحمول لإجراء مكالمة فيديو مصيرية.
الطرف الآخر في المكالمة لم يكن سوى نجلها إيهاب أبو جزر، قائد المتخب الفلسطيني لكرة القدم، وذلك قبل دقائق معدودة من نزوله إلى أرض الملعب لقيادة كتيبة "الفدائي" في مواجهة نظيره السوري ضمن منافسات المجموعة الأولى.
رسالة عابرة للحصار
ورغم قساوة ظروف النزوح، ودمار البنية التحتية، وأصوات الحرب التي لا تهدأ، حرصت الأم الفلسطينية على إيصال صوتها لابنها، مانحة إياه جرعة معنوية هائلة، ورسالة مفادها أن الحيات والإصرار على الفوز يولدان من رحم الركام.
سفراء برغم الجراح
ويخوض لاعبو "الفدائي" هذه البطولة وهم يحملون على أكتافهم -إلى جانب المسؤولية الرياضية- هموم شعب كامل يرزح تحت النار، محاولين اختطاف لحظة فرح وإيصال صوت غزة إلى العالم عبر لغة الرياضة، في وقت تعاني فيه عائلاتهم -كعائلة القائد أبو جزر- ظروفا إنسانية بالغة التعقيد.
0 تعليق