سارت عقود خام "برنت" تسليم فبراير 2026 بخطى مثقلة صباح اليوم، مكتفية بمكاسب هامشية لم تتجاوز سنتات معدودة، في محاولة مستميتة للثبات فوق الحاجز النفسي عند 62 دولارا للبرميل، وسط مشهد ضبابي تتجاذبه مخاوف الركود الاقتصادي من جهة، ونيران التوترات الإقليمية من جهة أخرى.
وكشفت لوحات التداول عن استقرار سعر البرميل عند 62.03 دولارا، محققا زيادة "خجولة" بنسبة 0.15% +0.09 دولار، فيما انحصرت حركة المضاربين في هامش ضيق جدا لم يتعد 22 سنتا بين 61.96 و 62.18 دولارا، ما يعكس غياب المحفزات القوية وحالة الترقب التي تكبل السوق.
ويأتي هذا التماسك الهش بينما يقف الخام على مسافة قريبة جدا من قاعه السنوي 58.40 دولارا، مبتعدا بمسافات شاسعة عن أمجاده السعرية السابقة عند 82.63 دولارا، مما يؤكد سيطرة الهواجس المتعلقة بضعف الطلب الهيكلي ووفرة المعروض من خارج منظومة "أوبك+".
إلا أن "علاوة المخاطر" الناجمة عن غليان الشرق الأوسط وممارسات الاحتلال المهددة لأمن الملاحة وإمدادات الطاقة، لا تزال تلعب دور "صمام الأمان" الذي يمنع انهيار الأسعار دون مستوى الـ 60 دولارا، واضعة "أرضية سعرية" تحول دون الانزلاق الحر، ولو مؤقتا.
فنيا، يبدو السوق في مرحلة "اختبار صبر"؛ حيث يمثل مستوى 62.20 دولارا عقبة آنية يجب تجاوزها لاستعادة بعض الزخم، بينما قد يؤدي أي كسر لدعم الـ 61.90 دولارا إلى فتح الباب مجددا أمام "الدببة" البائعين لاختبار القاع السنوي، ما لم تطرأ متغيرات جيوسياسية طارئة تقلب المعادلة.

0 تعليق