هل يشبه هجوم إسرائيل على الدوحة قتل بن لادن في باكستان؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يثير الهجوم الإسرائيلي على مقر الوفد المفاوض لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة كثيرا من التساؤلات والتكهنات، وما يعنيه من انتهاك سيادة دولة حليفة للولايات المتحدة وتداعيات ذلك.

بانر من واشنطن

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– تبرير العدوان الذي شنه جيشه على دولة مستقلة وانتهاك سيادتها لقتل قيادات في حماس، بتشبيه فعلته هذه باغتيال الولايات المتحدة قبل سنوات لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في بلد ثالث هو باكستان.

لكن الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام شدد على أن الحالتين مختلفتان، إذ كان بن لادن مطلوبا دوليا بعد هجمات 11 سبتمبر، لكن قطر دولة حليفة للولايات المتحدة وليست بحالة حرب مع إسرائيل.

وأوضح صيام في حديثه لبرنامج "من واشنطن" -في حلقة (2025/9/11)- أن قيادة حماس في الخارج سياسية وليست ميدانية، كما أن وجود هذه القيادات على الأرض القطرية كان بموافقة أميركية.

واستدل أيضا بانخراط الولايات المتحدة -خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب– في مفاوضات مع قيادة حركة طالبان السياسية في الدوحة وتوصلت معها إلى اتفاق في فبراير/شباط 2020.

وتلعب قطر بالتشارك مع مصر، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل قرابة عامين دور الوسيط في محاولة لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإنهاء الحرب التي تحولت لإبادة جماعية.

وحسب صيام، فإن وجود مجموعة لا ترضى عنها إسرائيل أو الولايات المتحدة داخل دولة مستقلة يختلف تماما عن ضرورة احترام سيادة الدول وحصانتها الدبلوماسية وسلامة أراضيها، وفق ميثاق الأمم المتحدة.

في المقابل، قال مدير السياسات في مركز السياسة اليهودي سابقا مات برودسكي إن الولايات المتحدة فعلت الأمر ذاته مع بن لادن، مشيرا إلى أن إسرائيل استهدفت "إرهابيين وليسوا سياسيين".

وأرادت إسرائيل من هجومها الصاروخي على الدوحة "إخراج هذه القيادات من الصورة بسبب مسؤوليتها عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023"، حسب زعمه.

إعلان

وادعى برودسكي أن إسرائيل عرفت رد حماس على المقترح الأميركي الأخير، وهو دفع إدارة ترامب لتغيير الوضع القائم عبر رسالة مفادها أن قطر "لم تعد بلدا آمنا لقيادات حماس".

"تواطؤ"

بدوره، يرى مسعود معلوف، وهو سفير لبنان في كندا وبولندا وتشيلي سابقا، أن هناك غموضا يثير تساؤلات كثيرة، لافتا إلى أن عدم منع ترامب القصف الإسرائيلي على الدوحة يوحي بأن هناك تواطؤا.

ووفق معلوف، فإن ما حدث في قطر زاد من منسوب تدني مصداقية الولايات المتحدة في العالم، خاصة أن الدولة الخليجية تقوم بأعمال دبلوماسية بتنسيق مباشر مع واشنطن.

وأعرب عن قناعته بأن الخلافات بين ترامب ونتنياهو لا تؤثر على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، مؤكدا أنه لا يثق بتصريحات ترامب خاصة مع غياب أي إستراتيجية لديه بشأن الشرق الأوسط أو أي منطقة  أخرى في العالم.

"خيانة"

في سياق ذي صلة، قال توماس بيكرنغ سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وإسرائيل والأردن سابقا إن علاقة ترامب مع نتنياهو لطالما كانت داعمة وغير ناقدة، لكنه اعتبر الهجوم الإسرائيلي على قطر "خيانة لدولة وسيطة بنفس القدر لمصر".

وحسب بيكرنغ، فإن ترامب لم يقل يوما إن هناك حدودا للتطلعات الإسرائيلية بشأن "إسرائيل الكبرى"، ويدعم رؤية الأب الروحي لليمين الإسرائيلي فلاديمير جابوتنسكي الذي يقتدي به نتنياهو ويقدمه على أنه ملهمه ومرشده الروحي.

ورغم التنسيق العالي بين المؤسستين العسكريتين الأميركية والإسرائيلية، فإن مراسل الجزيرة  في واشنطن فادي منصور، أفاد بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)  تفاجأت بالعدوان الإسرائيلي على قطر، التي يوجد بها أكبر قاعدة عسكرية أميركية بمنطقة الشرق الأوسط.

وكانت إسرائيل قد أبلغت القيادة الوسطى الأميركية بنية مهاجمة حماس لكن لم تخطرها "أين ومتى؟" -وفق منصور- مشيرا إلى أن الهجوم على قطر وقع أثناء وجود القائد الجديد للقيادة الوسطى في مصر.

وكان البيت الأبيض قد أكد أن الإسرائيليين أبلغوا الجيش الاميركي بنيتهم مهاجمة قطر قبل وقت قصير من تنفيذ الهجوم، فيما أعرب الرئيس الأميركي عن عدم رضاه عن استهداف اسرائيل لأرض دولة حليفة للولايات المتحدة.

كما يتكرر نسق الاغتيالات الإسرائيلية في المنطقة عند الاقتراب من أي استحقاق دبلوماسي وتفاوضي مثلما حدث عند اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقصف إيران وبحث وفد حماس مقترح ترامب لوقف إطلاق النار.

Published On 11/9/202511/9/2025

|

آخر تحديث: 20:49 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:49 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

0 تعليق