Published On 15/9/202515/9/2025
|آخر تحديث: 00:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:50 (توقيت مكة)
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن هناك تميزاً واضحاً في أداء القوات الروسية بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء العمليات العسكرية ضد أوكرانيا.
ويعزو الدويري هذا التحسن إلى عوامل رئيسية أبرزها وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم، مشيراً إلى أن زمن الرئيس السابق جو بايدن شهد عملية إمداد متواصلة لأوكرانيا كانت تأخذ أولوية مطلقة في الدعم الأميركي، خاصة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومكن هذا الدعم الأميركي المكثف الجيش الأوكراني من التعامل مع الهجمات الروسية، بل والقيام بهجمات معاكسة ناجحة في كثير من الحالات.
ولكن مع وصول ترامب وحدوث تقنين لاستخدام الدعم، بدأت تتضح ميزات القوات الروسية من حيث العدد والقدرة على التصليح والقدرة على الإنتاج العسكري، إضافة إلى ما تملكه من مخزون إستراتيجي.
وعن الادعاءات المتعلقة باختراق مسيرات روسية حدود حلف شمال الأطسي (الناتو)، يوضح الدويري أن روسيا لم تعترف بأن مسيراتها اخترقت أجواء الناتو. وطالبت بتقديم الأدلة على اختراق طائراتها أجواء رومانيا أو بولندا.
ورداً على هذه التطورات، اتخذ حلف الناتو إجراءات مزدوجة شملت إرسال طائرات ألمانية وفرنسية ودانماركية، لكن بأعداد قليلة تراوحت بين ثلاث إلى أربع طائرات، مع إرسال بعض الطائرات العمودية.
ويفسر الدويري هذه الخطوة كرسالة تحذير للجانب الروسي بعدم التحرك في هذا الاتجاه.
كما شهدت الفترة الأخيرة مطالبات بتفعيل المادة الرابعة من حلف الأطلسي، والتي لا تماثل المادة الخامسة الخاصة باستخدام القوة، بل تنص على الاجتماع للتشاور من أجل اتخاذ موقف محدد.
وتزامنت هذه التطورات مع مناورات سنوية تقليدية أطلق عليها "الحارس الشرقي"، لكن هذه المناورات وُظّفت هذه المرة بميزات محدودة.
تطور عسكري
وعلى الصعيد التقني العسكري، لفت الدويري إلى استخدام روسيا صواريخ السيركون للمرة الأولى، وهي صواريخ فرط صوتية تبلغ سرعتها تسعة أضعاف سرعة الصوت.
إعلان
وتتميز هذه الصواريخ بقدرتها على الإطلاق من البحر أو من الغواصات على أهداف بحرية، رغم أن المعلومات المتاحة عنها شحيحة جداً لدرجة عدم وجود صور واضحة لها.
وإلى جانب صواريخ السيركون، استخدمت روسيا صاروخ "الخنجر" أو "كنجال"، والذي سبق استخدامه من منذ الإعلان عنه في 2018، ويتميز بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر.
وعن الهدف من استخدام المسيرات، يؤكد الدويري أن هذه العمليات تمثل رسالة عرض قوة، خاصة عندما خرجت الطائرات البولندية من طراز F-16 لإسقاط هذه المسيرات.
ويلفت إلى أن المسيرات غير مكلفة نسبياً مقارنة بطائرات F-16 المكلفة جداً، مما يجعل استخدامها في مثل هذه العمليات إستراتيجية فعالة من ناحية التكلفة.
ويعتبر الدويري أن هذه التطورات تمثل رسالة واضحة من روسيا مفادها أن أي اعتداء على دولة في حلف الناتو يُعتبر اعتداءً على قوات الناتو ككل، وأن موسكو قادرة على الرد بوسائل متنوعة تشمل الطائرات العمودية والطائرات المجنحة والأسلحة المتطورة.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.
ويسيطر الجيش الروسي حاليا على خُمس الأراضي الأوكرانية تقريبا، بينما تطالب أوكرانيا بانسحابه من كل هذه الأراضي.
وتستمر الهجمات الجوية المتبادلة في ظل جمود مساعي التسوية بين البلدين، رغم محاولات الرئيس ترامب عقد مفاوضات مباشرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
0 تعليق