دبابات الاحتلال تقتحم قلب مدينة غزة وتحاصر 900 ألف فلسطيني بلا ملاذ - الأول نيوز

في تصعيد خطير ومروع للحرب المستمرة على قطاع غزة، توغلت آليات وجرافات جيش الاحتلال، فجر الخميس، وصولًا إلى قلب مدينة غزة، لتفرض حصارًا مميتًا على ما يقدر بنحو 900 ألف إنسان أصبحوا محاصرين بالكامل وبلا أي ملاذ آمن.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل قصف جوي ومدفعي هو الأعنف منذ بدء العدوان، مما يحول المدينة إلى ساحة موت مفتوحة، حيث يواجه السكان خيارين أحلاهما مر: الموت تحت القصف أو النزوح إلى المجهول.

الآليات في قلب المدينة

أفاد شهود عيان ومصادر ميدانية بأن دبابات الاحتلال شوهدت وهي تتقدم في شوارع رئيسية وسط مدينة غزة، بما في ذلك محيط مجمع الشفاء الطبي ومناطق حيوية أخرى، قاطعةً بذلك أوصال المدينة بشكل شبه كامل ومعززة الحصار المفروض على أحيائها الشمالية.

ويرافق التوغل البري عمليات قصف عنيفة ونسف لمربعات سكنية بأكملها، في محاولة واضحة لتدمير البنية التحتية وفرض واقع جديد على الأرض يهدف إلى التهجير القسري للسكان.

كارثة إنسانية: 900 ألف عالقون بين نارين

تصف المنظمات الإنسانية الوضع داخل مدينة غزة وشمالها بـ "الكارثي" و"غير القابل للوصف".

فمع وصول الدبابات إلى مركز المدينة، أصبح ما يقرب من 900 ألف فلسطيني عالقين بالكامل، يواجهون الموت في كل لحظة.

بعض هؤلاء لا يجدون مكانًا آمنًا ليفروا إليه، فكل شبر في القطاع أصبح هدفًا محتملاً، والمناطق التي ادعى الاحتلال أنها "آمنة" في الجنوب تتعرض هي الأخرى لقصف مستمر وتكتظ بملايين النازحين الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية.

وآخرون اختاروا الثبات في أرضهم، مدركين تمامًا أنهم ليسوا في مأمن من القصف أو التوغل أو التهجير.

إنه قرار يائس بالتمسك بالوطن حتى الرمق الأخير، في وجه سياسة ممنهجة تهدف لاقتلاعهم من جذورهم.

الوضع يزداد سوءًا مع انهيار كامل للمنظومة الصحية، ونفاد شبه تام للمياه والغذاء والوقود، مما يهدد بانتشار الأوبئة وحدوث وفيات جماعية بسبب الجوع والعطش والمرض.

دعوات واستغاثات عاجلة

أطلق مسعفون وصحفيون محليون نداءات استغاثة عاجلة، مؤكدين أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني عاجزة تمامًا عن الوصول إلى مئات الشهداء والجرحى الملقين في الشوارع أو تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف، حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف كل من يتحرك.

يطالب الأهالي والمنظمات الدولية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الإبادة الجماعية، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات الضرورية قبل فوات الأوان.