يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الخميس، برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر إقامته الريفي "تشيكرز"، في محادثات حاسمة تهدف إلى تعزيز "العلاقة الخاصة" بين البلدين عبر حزمة استثمارات ضخمة، لكنها تواجه اختباراً حقيقياً في ظل الخلافات المحتملة حول ملفات جيوسياسية شائكة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا والعدوان على غزة.
مليارات الدولارات لتعزيز "العلاقة الخاصة"
وتأتي محادثات اليوم بعد يوم حافل بالمراسم الملكية أمس الأربعاء، حيث استُقبل الرئيس ترمب استقبالاً رسمياً كاملاً من قبل الملك تشارلز في قلعة وندسور، وهو ما وصفه ترمب بأنه "أحد أرفع التكريمات في حياتي".
ومن المقرر أن يبني الزعيمان على هذه الأجواء الإيجابية بالإعلان عن حزمة استثمارية أمريكية ضخمة في بريطانيا تبلغ قيمتها 150 مليار جنيه إسترليني (205 مليارات دولار).
وتغطي هذه الصفقات قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، والطاقة، وعلوم الحياة، في خطوة يهدف من خلالها ستارمر إلى إعطاء زخم جديد للعلاقة بين البلدين.
ملفات شائكة على الطاولة: من أوكرانيا إلى غزة
ورغم الأجواء الاحتفالية، فإن الاجتماع لا يخلو من المخاطر، حيث يسعى ستارمر إلى توجيه النقاش نحو الشؤون الخارجية وتجنب الخوض في قضايا خلافية.
ويأمل رئيس الوزراء البريطاني في إقناع الرئيس ترمب باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
أما الملف الأكثر حساسية فهو العدوان على غزة، حيث يواجه ستارمر ضغوطاً داخلية لمناقشة الأمر مع ترمب، الذي يُعرف بموقفه الداعم عموماً لنتنياهو، رغم أنه عبر عن "استيائه" من هجوم الاحتلال على الدوحة.
وكان ترمب قد انتقد دولاً أوروبية لاعترافها بدولة فلسطين، لكنه في الوقت ذاته قال للصحفيين إنه لا يمانع في أن "يتخذ ستارمر موقفاً" بهذا الشأن.
توازن دبلوماسي دقيق
وتعليقاً على هذه الديناميكية المعقدة، قالت إيفي أسبينال، مديرة مؤسسة "مجموعة السياسة الخارجية البريطانية" البحثية، إنه "من المرجح أن تشكل هاتان المنطقتان الجيوسياسيتان نقطتي خلاف في المحادثات. ستكون هناك لحظات محرجة".
ويمثل هذا اللقاء اختباراً دبلوماسياً دقيقاً لقدرة ستارمر على الموازنة بين الحصول على مكاسب اقتصادية كبرى لبلاده، وبين محاولة التأثير على مواقف حليف قوي ومتقلب في قضايا دولية مصيرية.
0 تعليق