في تصريحات تاريخية، أعلن الرئيس السوري عن قرب التوصل لاتفاق أمني مع كيان الاحتلال بوساطة أمريكية، مؤكداً أنه "لا يعني التطبيع"، وفي الوقت نفسه حذر من "عواقب وخيمة" إذا فشل دمج "قوات سوريا الديمقراطية" قبل نهاية العام.
في سلسلة من التصريحات التي قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في سوريا والمنطقة، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن تطورات متسارعة على جبهتين رئيسيتين: مفاوضات متقدمة جداً للتوصل إلى اتفاق أمني مع تل أبيب بوساطة أمريكية، ومهلة نهائية
لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) للاندماج في مؤسسات الدولة قبل نهاية العام لتجنب عملية عسكرية تركية محتملة.
اتفاق أمني "حتمي" مع تل أبيب
أكد الشرع لصحيفة "ملييت" التركية أن دمشق وتل أبيب "قريبتان جداً" من توقيع اتفاق أمني بوساطة الولايات المتحدة، مرجحاً أن يتم ذلك "في الأيام القادمة".
وشدد الشرع على أن هذا الاتفاق سيكون مشابهاً لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، مؤكداً بشكل قاطع أنه "لا يعني بأي شكل من الأشكال تطبيع العلاقات أو انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام".
ورغم وصفه للاتفاق بأنه "أمر لا مفر منه"، إلا أن الشرع عبّر عن شكوكه العميقة تجاه نوايا الطرف الآخر، قائلاً: "إذا كان السؤال هل أثق بتل أبيب؟ فالجواب: لا أثق بها".
وأشار إلى أن استهداف مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع في دمشق مؤخراً يُعد بمثابة "إعلان حرب"، مما يضفي مزيداً من التعقيد على مسار المفاوضات.
مهلة ديسمبر: مصير "قسد" والتهديد التركي
على الصعيد الداخلي، وجه الشرع رسائل حاسمة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مؤكداً أن عملية دمجها في مؤسسات الدولة تواجه عراقيل من بعض العناصر داخلها ومن "حزب العمال الكردستاني".
وحذر من أن "فشل دمج قسد قبل نهاية العام ستكون عواقبه وخيمة".
وجدد الشرع رفضه القاطع لمطالب "قسد" باللامركزية الموسعة، معتبراً أنها مجرد "غطاء للنزعة الانفصالية" وأن القانون السوري رقم 107 يوفر بالفعل 90% من اللامركزية الإدارية
وكشف الشرع أن أنقرة وافقت سابقاً على منح المفاوضات فرصة بعد الإطاحة بنظام الأسد، لكنه ألمح بوضوح إلى أن هذا الموقف قد يتغير، قائلاً إنه إذا لم تتم عملية التكامل بحلول ديسمبر، فإن "تركيا قد تلجأ إلى عمل عسكري"، خاصة وأن "قسد" أصبحت تشكل
تهديداً للأمن القومي التركي والعراقي.
سوريا الجديدة على المسرح الدولي
في إعلان يعكس تحولاً كبيراً في مكانة سوريا الدولية، أكد الشرع أن مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكل "سابقة تاريخية"، حيث لم يشارك رئيس سوري في هذه الاجتماعات منذ ستة عقود.
واعتبر هذه الخطوة "منعطفاً جديداً" في سياسة بلاده، قائلاً: "لم نعد دولة مصدّرة للمخدرات أو اللاجئين أو الإرهاب، بل أصبحنا جزءًا من النظام الدولي".
0 تعليق