في تحول تاريخي وجذري في سياسة القوى الغربية الكبرى، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، الأحد، بشكل متزامن ومنسق، عن اعترافها رسمياً بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إعلانات متزامنة لإحياء أمل السلام
جاءت الإعلانات بشكل متزامن من العواصم الثلاث، حاملة رسائل واضحة حول دوافع القرار:
بريطانيا: أكد رئيس الوزراء البريطاني أن الاعتراف تم "لإحياء أمل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، واضعاً حداً لسياسة استمرت لعقود.
كندا: نقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الوزراء الكندي تأكيده أن بلاده "ستعترف اليوم بالدولة الفلسطينية"، لتنضم بذلك إلى الحراك الدولي الجديد.
أستراليا: صدر بيان حكومي رسمي أعلن الاعتراف بـ "تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة والراسخة في دولة خاصة به"، لكنه أضاف شرطاً واضحاً، مؤكداً أنه "يجب ألا يكون لحركة حماس أي دور في فلسطين".
تحول جذري في مواقف القوى الغربية
يمثل هذا الإعلان الثلاثي تحولاً كبيراً، ليس فقط في الاعتراف بحد ذاته، بل في تحديده الواضح لأسس الدولة المعترف بها، والمتمثلة في حدود الرابع من يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، وهو جوهر حل الدولتين الذي تدعمه الشرعية الدولية.
ويُنظر إلى هذه الخطوة، التي تضم دولتين وازنتين في مجموعة السبع (G7) هما بريطانيا وكندا، على أنها إنجاز دبلوماسي هو الأهم للقضية الفلسطينية منذ عقود، ومن شأنها أن تفتح الباب أمام موجة جديدة من الاعترافات من دول أوروبية أخرى.
ستارمر: الخطوة لإنقاذ السلام وحماس لا دور لها في المستقبل
في تحول تاريخي يكسر عقوداً من السياسة البريطانية، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الأحد، اعتراف المملكة المتحدة رسمياً بدولة فلسطين. وشدد ستارمر في خطاب تاريخي على أن هذه الخطوة تهدف إلى "إحياء أمل السلام" والحفاظ على حل الدولتين الذي بات "يتلاشى"، مؤكداً في الوقت ذاته أن حركة حماس لن يكون لها أي دور في مستقبل الدولة الفلسطينية.
"لا يمكننا أن ندع هذا النور ينطفئ"
وبرر رئيس الوزراء البريطاني هذا القرار المصيري بأنه يأتي في لحظة حرجة، حيث أن الأمل في تحقيق حل الدولتين "يتلاشى، لكن لا يمكننا أن ندع هذا النور ينطفئ".
وقال ستارمر: "اعترفنا اليوم بدولة فلسطين لإحياء أمل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مضيفاً أن "الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون العيش بسلام دون عنف أو معاناة، وهذا ما يريد الشعب البريطاني رؤيته".
"لا مستقبل لحماس".. عقوبات جديدة وشروط واضحة
وفي رسالة واضحة موجهة لتبديد المخاوف من أن يكون هذا الاعتراف "مكافأة لحماس"، تبنى ستارمر لهجة شديدة الحزم تجاه الحركة.
وقال: "حل الدولتين ليس مكافأة لحماس، لأنه لن يكون للحركة مستقبل ولا دور في الحكم"، مضيفاً أنه "يجب ألا يكون لحركة حماس أي دور في المستقبل، لا في الإدارة ولا في الأمن".
كما طالب حماس بـ "إطلاق سراح المحتجزين فوراً"، وأعلن أنه وجه بالعمل على فرض عقوبات على شخصيات أخرى من حماس في الأسابيع المقبلة.
تحرك دولي منسق
وأشار ستارمر إلى أن بريطانيا بهذا القرار تنضم إلى قافلة دولية واسعة، قائلاً: "اليوم ننضم إلى أكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية".
ويأتي الإعلان البريطاني في إطار تحرك دولي منسق، حيث أعلنت كل من كندا وأستراليا عن خطوات مماثلة اليوم، عشية انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مما يمثل ضغطاً دبلوماسياً كبيراً لإعادة إحياء المسار السياسي.
0 تعليق