Published On 23/9/202523/9/2025
|آخر تحديث: 01:13 (توقيت مكة)آخر تحديث: 01:13 (توقيت مكة)
يمثل اعتراف عدد من الدول الكبرى، في مقدمتها فرنسا وبريطانيا، بالدولة الفلسطينية المستقلة لحظة تاريخية مهمة في تاريخ النضال الفلسطيني ويخلق أملا حقيقيا في تحقيق سلام فعلي، إذا نفذت هذه الدول الالتزامات المترتبة على هذه الخطوة، كما يقول محللان.
ففي تطور غير مسبوق، سارعت العديد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين ردا على جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، ومن المتوقع أن تنضم دول أوروبية صغيرة إلى هذا المسار مثل أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، ليصل العدد الإجمالي إلى 11 دولة جديدة.
وإذا انضمت هذه الدول لسابقاتها سيرتفع عدد المعترفين بفلسطين إلى أكثر من 150 بلدا من أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة، وفق إحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية.
تسونامي قد يفقد قيمته
ووفقا لأستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأميركية دلال عريقات، فإن هذه اللحظة تعطي الفلسطينيين أملا حقيقيا في التوصل لسلام فعلي بالطرق الدبلوماسية بعد سنوات من الفشل.
لكن هذا التحول في الموقف الدولي لا يمكن اعتباره نصرا بالمعنى الحقيقي ما لم يقترن بخطوات جادة وفورية لإنقاذ الفلسطينيين في غزة من الإبادة ومنع التهام إسرائيل لما تبقى من الضفة الغربية، حسب ما قالت عريقات في تحليل للجزيرة.
ويجب أن يكون وقف التسليح وتجميد العلاقات السياسية والتجارية والأمنية مع إسرائيل في مقدمة هذه الخطوات التي يجب على الدول التي اعترفت بفلسطين أو التي تدعم هذا الإجراء القيام بها، وفق عريقات.
كما يجب على هذه الدول "وقف منح التأشيرات لكافة المستوطنيين الإسرائيليين وليس فقط لمن يصفونهم بالمستوطنين العنيفيين"، مع الالتزام الكامل بالتوصيات الصادرة عن المحاكم الدولية بشأن قادة إسرائيل، كما تقول الأكاديمية الفلسطينية.
وعلى المستوى العالمي، تقول عريقات إن هذا الاعتراف يعيد الدور الفرنسي في حماية حق تقرير المصير الذي تم إعلانه لأول من داخل قصر فرساي الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى، كحق أصيل لكل الشعوب.
إعلان
فقد جاء هذا التسونامي الدبلوماسي، كما تصفه عريقات، في وقت يرضخ فيه الفلسطينيون لعنف الاحتلال ورصاصه ويتعرضون للإبادة الجماعية في غزة وللاستيلاء على بيوتهم وأراضيهم بالضفة، مما يعني أن هذا القرار سيكون "بلا معنى ما لم يكن مصحوبا بإجراءات لتفعيله".
" frameborder="0">
لا بد من تفعيل القرار
وحظي إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الاعتراف بدولة فلسطين بتأييد نحو 150 دولة عضوا في المنظمة الدولية، وقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته أمس الاثنين أن الشعب الفلسطيني "ليس شعبا زائدا عن الحاجة".
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الاعتراف بفلسطين حق وليس مكافأة، وإن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليس مبررا لمعاقبة الفلسطينيين جماعيا.
ويرى عضو مجلس العموم البريطاني والزعيم السابق لحزب العمال جيرمي كوربن أن هذه الاعترافات عاطفية ومهمة في تاريخ "الكفاح الفلسطيني"، لكنها تتطلب مزيدا من الضغط على الولايات المتحدة لتغيير موقفها مما يحدث في غزة والضفة.
وبعد هذا الاعتراف، أصبح مطلوبا من فرنسا وبريطانيا وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والمعلومات الاستخبارية حتى لا يفقد موقفهما قيمته، برأى كوربن، الذي قال إن دونالد ترامب لا يزال يواجه الرأي العام العالمي.
لذلك، يعتقد كوربن أن على من قرروا هذا الاعتراف العمل على حماية الفلسطينيين وتوفير الغذاء والدواء لهم وتأمين مزيد من الزخم العالمي لإقناع الأميركيين بأنهم أصبحوا معزولين إلى جانب إسرائيل والمجر وألمانيا وعدد قليل من الدول التي تصر على الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ.
ولا يتوقع كوربن أن يغير ترامب موقفه في المستقبل القريب ويتخذ موقفا مفاجئا تحت ضغط الرأي العام العالمي، لأنه لا يزال يدعم إسرائيل رغم مشاهدته لها وهي تقصف غزة وتأكل الضفة.
0 تعليق